قالت شركة نفط الكويت، إنها عكفت في الأيام السابقة على دراسة الزلزال الذي حدث في الكويت فجر 4 يونيو الجاري، وبلغت شدته 5 درجات على مقياس ريختر، جنوب غرب مدينة الأحمدي، وتحديداً في حقل برقان وعلى عمق يبلغ 5 كم، وفق الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية.

وأضافت الشركة، في بيان صحفي غدا، أن الدراسة، ومن خلال المعلومات الأولية والبيانات المتاحة بواسطة مجموعة من خبراء الجيوفيزياء والجيولوجيا لديها، خلصت إلى أن الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل هي الحركات التكتونية التي تحدث في باطن الأرض وعلى أعماق مختلفة، فقد حددت هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية (USGS) الزلازل التي تحدث على عمق يصل الى 50 كم بأنها «ضحلة»، أما الزلازل ذات الأعماق من 300 كم وحتى 700 كم فهي «عميقة».

Ad

وأوضحت أنه ينتج عن تحرك الطبقات وتصادمها في باطن الأرض موجات سيزمية تصل إلى سطح الأرض فتسبب الهزات والارتجاجات التي شعرنا بها، وما لها من قوة تدميرية حسب قوة وعمق والفترة الزمنية للهزة الأرضية.

وأفادت بأن عدة تقارير أشارت إلى حدوث هزة أرضية في إيران في نفس توقيت الزلزال في الكويت وبنفس القوة تقريباً وعلى بعد 400 كم، ومن المعلوم أن الهزات الارضية التي تحدث في هذه المنطقة تعود أسبابها إلى الحركات التكتونية وتصادم الصفيحة التكتونية العربية مع الصفيحة التكتونية الايوراسية، مما يرجح افتراضية أن يكون السبب ذاته وراء حدوث الزلزال الأخير في الكويت.

ولفتت إلى أن وسائل الاعلام تداولت فور حدوث الهزة الأرضية تفسيرات عديدة محتملة لأسباب حدوث الزلازل، منها التكسير الهيدروليكي خلال إنتاج النفط في حقل برقان، مما ينافي حقيقة أن هذه التقنية غير مستخدمة إطلاقاً في عمليات الإنتاج من هذا الحقل، إذ تستخدم شركة نفط الكويت أفضل الممارسات العالمية بالصناعة النفطية لضخ كميات محددة ومحسوبة من المياه للمحافظة على ضغط المكامن.

وأكدت الشركة في دراستها أن أعماق الخزانات المنتجة للنفط في حقل برقان تتراوح بين 2-3 كم، وهو ما لا يتوافق مع افتراضية حدوث الهزة الأرضية بسبب عمليات الإنتاج، فعمق الهزة تم تحديده بـ 5 كم.

وأشارت إلى أن إنتاج النفط في حقل برقان مستمر منذ أكثر من 75 عاماً، ولم تسجل خلال تلك الفترة أي هزات أرضية بهذه المنطقة بنفس القوة، كما أن شركة نفط الكويت تستخدم أحدث التقنيات العالمية في مراحل الإنتاج المختلفة وبأعلى درجات الأمن والسلامة.

وشددت على أن تقنية التكسير الهيدروليكي لا تستخدم في عمليات زيادة الإنتاج في حقول النفط الكويتية، إلا في حالات محدودة جداً، وتحديداً في الخزانات قليلة النفاذية، إذ يمكن أن تنتج عنها هزات ضعيفة محدودة النطاق وغير محسوسة الا بإستخدام أجهزة الرصد الزلزالي الحديثة.

وأشارت إلى أن إنتاج النفط والغاز الصخري عالمياً يعتمد أساساً على عمليات التكسير الهيدروليكي لصخور الطفلة وبطريقة مكثفة، كما هو الحال في الولايات المتحدة والصين وكندا، التي تتم فيها هذه العمليات بصورة مستمرة ولعشرات الحقول ومئات الآبار يومياً، ولا توجد أي مصادر علمية تربط بينها وحدوث هزات أرضية شديدة.

وقالت «نفط الكويت» إنها أولت أهمية قصوى لدراسة الهزات الأرضية وأسبابها، إذ تقوم بدراسات علمية متخصصة باستخدام جميع بيانات ونتائج عمليات الحفر والانتاج والمعلومات المتاحة من الشبكة الوطنية لرصد الزلازل والخبرات العلمية والامكانيات التقنية المتوفرة لدى الشركة.

وشددت الشركة على أنها تولي عمليات الأمن والسلامة الدرجة القصوى خلال مراحل الاستكشاف والإنتاج حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين بالدرجة الأولى.