بادرت متاجر ومؤسسات في دول إسلامية، بينها الكويت، الى مقاطعة البضائع الهندية، فيما توالت الإدانات في العالم العربي، أمس، احتجاجا على تصريحات اعتُبرت مسيئة للنبي محمد أدلت بها مسؤولة كبيرة في الحزب الحاكم في الهند.

وأثارت تعليقات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، نوبور شارما، التي تطرّقت إلى علاقة النبي محمد بزوجته الصغرى، ردود فعل غاضبة لدى المسلمين. وأدلى متحدث آخر باسم الحزب، هو نافين جندال، بتعليقات مماثلة على «تويتر» تناولت النبي محمد، لكنّه سرعان ما حذفها.

Ad

وبحسب الحزب، تم تعليق عضوية شارما، بسبب تعبيرها عن «آراء مخالفة لموقف» حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يُتهم باستمرار باستهداف الأقلية المسلمة في البلاد، بينما طُرد جيندال.

ويعيش نحو 8.7 ملايين من بين 13.5 مليون مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها، غالبيتهم في الإمارات (3.4 ملايين) والسعودية (2.5 مليون) والكويت (نحو مليون هندي)، وفق إحصاءات هندية رسمية.

بعيد انتشار التصريحات، أزالت جمعية العارضية التعاونية جنوب غرب مدينة الكويت مساء الأحد البضائع الهندية من على رفوفها، فيما أفاد مسؤول في اتحاد الجمعيات التعاونية، أكبر سلسلة متاجر غذائية في الكويت، بأن نقاشًا يجري حول اعتماد المقاطعة في الفروع كافة.

وفي القاهرة، اعتبر الأزهر، في بيان، أنّ التصريحات تمثّل «الإرهاب الحقيقي بعينه الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين».

واعتُبرت تصريحات شارما سببا في اندلاع صدامات بولاية أوتار براديش الهندية، الجمعة، وطالبت منظمات إسلامية هندية عدة بتوقيفها.

وبررت شارما عبر «تويتر» تعليقاتها بأنها جاءت ردّا على «الإهانات» الموجهة ضد الإله الهندوسي شيفا، وقالت «إذا تسببت كلماتي بإزعاج أو أساءت إلى المشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فأنا بموجب ذلك أسحب تصريحي من دون شرط».

وبعدما استدعت السلطات في قطر والكويت سفيرَي الهند لتقديم احتجاج رسمي، ونددت السعودية بالتصريحات عبر وزارة خارجيتها، اعتبرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في بيان، أن «مثل هذا الفعل الشنيع لا يمثّل احترام الأديان».

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، في بيان عن «شجبه ورفضه واستنكاره للتصريحات»، مشددا على «الموقف الرافض للاستفزاز أو استهداف المعتقدات والأديان أو التقليل من شأنها».

وحذّرت رابطة العالم الإسلامي ومقرها السعودية من «المخاطر التي تنطوي عليها أساليب إثارة الكراهية، ومن ذلك التطاول على الرموز الدينية»، فيما رحّبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار إيقاف المتحدثة باسم الحزب الهندي عن العمل.

وطالبت حركة مجتمع السلم في الجزائر الحكومة الهندية بأن تقدّم «اعتذارا رسميا للمسلمين، وتعهدا بعدم تكرار ذلك»، داعية إلى «هبّة عالَمية لنصرة النبي الكريم... وإلى ممارسة كل أشكال الضغوط والعقوبات القانونية والسياسية والدبلوماسية».

واستدعت وزارة الخارجية الايرانية، بدورها، السفير الهندي للاحتجاج، بينما أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول «استنكار المملكة لهذه التصريحات، والرفض القاطع للمساس برموز الدين الإسلامي والرموز الدينية كافةً، باعتباره سلوكاً يغذي ثقافة الكراهية والتطرف».