افتتحت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر معرضاً بعنوان «فرنسا والكويت صداقة... لأكثر من قرنين»، نظمه المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية (السيفريبا) في مكتبة الكويت الوطنية.

وقد شهد الافتتاح حضور عدد من السفراء والدبلوماسيين، والشخصيات، والمهتمين.

Ad

وبعد جولتها، وصفت السفيرة لو فليشر المعرض بأنه مهم، لأنه لأول مرة يقام في الكويت معرض عن العلاقات التاريخية بين الكويت وفرنسا، مؤكدة أنه «كما هو مبين من خلال الوثائق والصور التي عرضت أن العلاقات قديمة وعميقة، وأن المعرض يستعرض عدة مجالات، منها: الثقافية، والاقتصادية، والعسكرية، ويتحدث عن تجارة اللؤلؤ، وعملية داغيت في عام 1991 بعد الغزو وغيرها».

وقالت إن العلاقات بين البلدين قوية ومتينة، لافتة إلى أنه في 28 مارس الماضي زار وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الكويت، و»نأمل أن تكون لدينا زيارات رفيعة المستوى من فرنسا إلى الكويت».

تطوير المشاريع المشتركة

وعن مستقبل العلاقات بين البلدين، تمنت لو فليشر تطوير مشاريع مشتركة في المجالات الثقافية والاقتصادية، وأيضا استمرار التعاون الدبلوماسي العميق والقوي، كما تمنت أن يُقبل الكويتيون على تعلم اللغة الفرنسية في المعهد الفرنسي بالكويت، لأنه «مهم جداً بالنسبة لنا تطور الفرنكوفونية في الكويت»، مؤكدة أنها تحب الكويت وسعيدة بوجودها هنا.

من جانب آخر، أبدت لو فليشر سعادتها بوجود المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجريرة العربية، وأن يكون مقره بالكويت، لافتة إلى أنه أكبر مركز فرنسي للأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

صداقة مستمرة

من جانبه، قال مدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية د. مكرم عباس: «يهدف المعرض إلى استكشاف الوثائق المتوافرة والأرشيفات غير المنشورة، حتى يتسنى إظهار عمق العلاقات بين البلدين، والدفع إلى الاهتمام بدراستها، والتعرف عليها بشكل أفضل. بعض حلقات هذا التاريخ، وخاصة تلك التي تعود إلى القرن العشرين، مثل حرب الخليج، معروفة جيدا، لكن العلاقة بين فرنسا والكويت تعود في الواقع إلى القرن السابع عشر، عندما وضع رسام الخرائط الفرنسي سانسون لأول مرة في التاريخ مدينة كاظمة، الاسم القديم للكويت، على خريطة شبه الجزيرة العربية، لكنه رسم المدينة بعيداً عن شاطئ الخليج، فصححه في بداية القرن الثامن عشر جغرافي فرنسي آخر هو دانفيل، لذا فإن وجود الكويت في الخرائط لأول مرة ينسب إلى كليهما».

وأضاف د. عباس: «تكمن أصالة المعرض، في كونه يسلط الضوء على صداقة مستمرة تتراءى معالمها في سياقات مختلفة، ومن خلال عدة مجالات، فهي لا تشمل فقط الاتصالات السياسية والعسكرية، مثل حادثة الكويت وحرب الخليج، لكن أيضا التأثيرات الثقافية، كفن المجوهرات الفخمة والمعارض الفنية المشتركة، وكذلك التعاون العلمي (الحفريات الأثرية) أو العلاقات الاقتصادية (تجارة اللؤلؤ)».

وتابع: «هذه الأبعاد المختلفة، التي كانت مصدر العديد من التبادلات بين البلدين، تتجلى في لوحات حررت نصوصها بثلاث لغات هي: الفرنسية والعربية والإنكليزية، ووثائق أرشيفية مختلفة الأنواع (خرائط ونصوص ورسوم وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو) تظهر وجود ذاكرة مشتركة تقاسمت العديد من اللحظات القوية، وروابط تاريخية لم تعكر صفوها الصراعات، ولم تشبها النزاعات».

أفلام وثائقية

وأشار إلى أن المعرض يظهر، على سبيل المثال، أطول نص كتبه الرحالة الفرنسي جاستون بوردا عن الكويت والخليج العربي في عام 1902، ويسلط الضوء على المصادر الناطقة بالفرنسية مثل مجلة صور الصادرة في القاهرة، وغيرها من المجالات والصحف التي تتناول مواضيع مختلفة من الحياة في البلاد، مثل: صيد اللؤلؤ واكتشاف النفط وحادثة الكويت. وهناك أيضا الأفلام الوثائقية الموجودة في المعهد الوطني السمعي البصري (INA)، أو الأرشيف الوطني الفرنسي (الصور والوثائق الدبلوماسية)، وهي توضح كلها بشكل ملموس متانة الروابط التي ترسخت حتى خارج الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية.

وأكد د. عباس أن المعرض الذي تمت صياغته منذ سنة 2020 يمثل جزءاً من مشروع بحث قام به «السيفريبا»، وهو بعنوان: «أرشيفات الجزيرة العربية»، بإشراف الدكتور لوك شانتر «جامعة ران 2»، وقد «كان إنجازه فرصة للتعاون مع العديد من الشركاء، الذين لم يكن لهذا المعرض أن يتحقق اليوم من دون مساعدتهم»، لافتا إلى أنه «يجب أولاً أن نشكر المعهد الفرنسي في الكويت، الذي دعم هذا العمل ماديا، ومكتبة الكويت الوطنية التي استضافته ونسقت مع (السيفريبا) من أجل تنظيمه، ومركز البحوث والدراسات الكويتية (CRSK)، الذي ساعد فريق (السيفريبا) على إجراء البحوث داخله والوصول إلى وثائقه».

فضة المعيلي