توَّج مهرجان كان السينمائي بنسخته الخامسة والسبعين أمس الأول فيلم «تراينغل أوف سادنس» السياسي الساخر عن العلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية، بالسعفة الذهبية، التي نالها مخرج العمل السويدي روبن أوستلوند للمرة الثانية في مسيرته.

فبعد «تيتان» للفرنسية جوليا دوكورنو العام الماضي، اختارت لجنة المهرجان فيلما غير تقليدي أيضا، لكن من دون مشاهد دامية هذه المرة، لمنحه الجائزة الأرفع في المهرجانات السينمائية العالمية.

Ad

وبعد خمس سنوات على الفوز بأفضل فيلم «ذي سكوير»، انضم المخرج السويدي البالغ 48 عاما إلى النادي المغلق للمخرجين الحائزين «السعفة الذهبية» مرتين، بينهم الأخوان داردين وكن لوتش.

ويقدّم المخرج الفائز في هذا الفيلم نقداً لاذعا للرأسمالية وتجاوزاتها في مجتمعات غربية تولي اهتماما كبيرا للمظاهر.

ومنحت لجنة التحكيم، جائزتها الكبرى مناصفة إلى الفرنسية كلير دوني (76 عاما) عن فيلمها «ستارز أت نون»، والمخرج البلجيكي لوكاس دونت البالغ 31 عاما عن فيلمه الثاني «كلوس».

على صعيد التمثيل، فاز الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو (55 عاما) بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «بروكر» للمخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا.

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها الإيرانية زار أمير إبراهيمي عن دورها في فيلم «العنكبوت المقدس»، للمخرج علي عباسي. وتؤدي إبراهيمي في الفيلم دور صحافية شابة من طهران تتعقّب بنفسها سفاحاً ارتكب سلسلة جرائم قتل أودت بحياة بائعات هوى في مدينة مشهد الإيرانية، وتحاول جعله يدفع ثمن جرائمه.

وقالت إبراهيمي بالفارسية: «لدي شعور بأنني مررت برحلة طويلة قبل وصولي إلى هنا على هذه المنصة (...)، وهي رحلة تميزت بالإذلال»، وشكرت فرنسا على الترحيب بها.

وفاز المخرج السويدي، من أصل مصري، طارق صالح (50 عاما) بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «صبي من الجنة».

وكانت بلجيكا من أبرز الرابحين في المهرجان، إذ بالإضافة إلى فوز لوكاس دونت بالجائزة الكبرى، حصل الأخوان داردين الميالان إلى السينما الاجتماعية، على جائزة خاصة عن فيلم «توري أند لوكيتا»، في حين حصل الزوجان شارلوت فاندرميرش وفيليكس فان غارونينغن على جائزة لجنة التحكيم عن «ذي إيت ماونتنز» بالمناصفة مع «إي أو» وهو فيلم «عن حمار» من إخراج البولندي جيرزي سكوليموفسكي.

مكافحة «الإيدز»

جمعت مؤسسة أمفار الأميركية لمكافحة مرض الإيدز أكثر من 19 مليون دولار، أي أكثر من ضعفي المبلغ الذي تم تحصيله قبل عام، خلال مزاد أقيم أخيرا في مدينة أنتيب الساحلية الفرنسية، وكان ضيف الشرف فيه النجم روبرت دي نيرو، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وخلال أمسية راقية على هامش «كان» السينمائي، الذي اختتم مساء أمس الأول دورته الخامسة والسبعين، مع أكثر من 800 ضيف معظمهم من الأميركيين، بيعت أعمال فنية ولحظات مميزة مع النجوم أو حتى رحلات فاخرة لمصلحة تمويل البحوث الخاصة بمكافحة الإيدز.

وكانت مفاجأة الأمسية بيع عمل لجيف كونز غير معروض في برنامج المزاد الأساسي، بسعر 2.1 مليون يورو. وقدم الفنان في الحفل الخيري أول عمل له بتكنولوجيا «ان اف تي»، من منحوتة «Moonphases» التي سترسلها وكالة ناسا إلى القمر.

وحضر ضيف الشرف في أكبر حفل خيري في أوروبا، الممثل روبرت دي نيرو، لتقديم عمل لوالده الرسام بيع بمبلغ 500 ألف يورو. وسيشارك المشتري المحظوظ أيضا في مأدبة غداء مع الممثل الأميركي في أحد مطاعمه في نيويورك.

وخلال الأمسية التي أقيمت في حدائق فندق «إيدن روك» على خليج أنتيب، تم تصوير العديد من العارضات والعارضين من أمثال ميلا جوفوفيتش وسيندي برونا وجوردان باريت وإيزابيلي فونتانا.

وغصت الأمسية أيضا بنجوم في السينما الأميركية، بينهم ليوناردو دي كابريو وإيفا لونغوريا وتوم هانكس وكيسي أفليك.