في وقت يبدو أنها تستعد لاحتمال انهيار المحادثات النووية والدخول بجولة تصعيد جديدة مع القوى الغربية تذكر بالمواجهات التي صاحبت حملة «الضغوط القصوى» التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضدها، كشفت إيران، أمس، عن قاعدة وصفتها بـ«السرية» تابعة للجيش الإيراني مخصصة لصناعة الطائرات المسيرة «الدرون».

وقام رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد حسين باقري، بجولة ميدانية داخل القاعدة السرية «تحت الأرض».

Ad

واطلع باقري خلال هذه الزيارة على أحدث القدرات في مجال إنتاج مختلف الطائرات العسكرية والهجومية والطائرات المسيرة بعيدة المدى.

ونقل عن اللواء قوله، إنه «مع تشغيل القاعدة السرية، التي تم تصميمها وبناؤها على عمق مئات الأمتار، أصبحت إيران القوة المتفوقة للطائرات بدون طيار في المنطقة».

ووصفت طهران القاعدة المخصصة لصناعة الطائرات المسيرة بـ«الضخمة»، مشيرة إلى أن «القاعدة تضم طائرات عسكرية هجومية وانتحارية بعيدة المدى».

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن هناك 100 طائرة مسيرة في قلب جبال زاغروس، بما في ذلك طائرات من طراز «أبابيل 5» التي قالت، إنها مزودة بنسخة إيرانية الصنع من صواريخ هيلفاير الأميركية.

ورافق باقري قائد الجيش اللواء رحيم موسوي، في الجولة التي تأتي بعد أيام من تلقي الجمهورية الإسلامية لضربتين، يعتقد أن إسرائيل تقف خلفهما، أسفرت الأولى عن مقتل العقيد البارز في «فيلق القدس» صياد خدائي وتسببت الثانية بمصرع مهندس في موقع بارشين النووي العسكري.

حرب ناقلات

وجاء الاستعراض العسكري الإيراني الأبرز منذ وصول إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن للحكم في يناير 2020، بالتزامن مع مخاوف من عودة ما كان يطلق عليه «حرب الناقلات» التي تستهدف السفن في المنطقة بعد مصادرة اليونان شحنة نفط إيرانية على متن سفينة روسية بطلب من الولايات المتحدة وقيام إيران بالاستيلاء على ناقلتين يونانيتين في مياه الخليج. وأمس، أطلق مسؤول في «الحرس الثوري» تهديدات جديدة باستهداف السفن اليونانية التي لا تزال تتحرك في مياه الخليج.

وقال المسؤول لوكالة أنباء «تسنيم» التابعة لـ«الحرس»: «لا تزال 17 سفينة يونانية في الخليج وفي حال تواصلت أعمال أثينا الخبيثة؛ فمن الممكن أن يتم احتجازها».

وأضاف قائلاً: «على اليونان التعويض عن احتجازها الناقلة التي كانت تحمل النفط الإيراني بسرعة». وفي وقت سابق، أدانت اليونان خطوة «الحرس الثوري» وطالبت بالإفراج الفوري عن السفينتين وأطقمهما.

وذكرت مواقع إخبارية مقربة من «الحرس الثوري» أن بحريته اعتقلت 9 من طاقم الناقلتين، منهم اثنان يحملان الجنسية اليونانية وسبعة يحملون جنسيات مزدوجة.

في هذه الأثناء، استخدمت الشرطة الإيرانية الغاز المسيل للدموع وأطلقت عيارات تحذيرية، ليل الجمعة ـ السبت، لتفريق مظاهرة في مدينة عبادان، جنوب غرب البلاد، مع استمرار احتجاجات اندلعت الأربعاء الماضي، بعد اتهامات للسلطات المحلية بالتقاعس عن عمليات الإنقاذ والمحاسبة، عقب حادث انهيار مبنى، راح ضحيته 28 شخصاً الاثنين الماضي.

واستمرت المظاهرات الليلية في المدينة الواقعة في محافظة خوزستان «الأهواز» خلال الأيام الماضية، رغم إعلان القضاء المحلي اعتقال 13 شخصاً بينهم رئيس بلدية عبادان الحالي ورئيسا بلدية سابقان للمدينة بتهمة المسؤولية عن المأساة. في موازاة ذلك، أفادت تقارير بانقطاع خدمة الإنترنت في الأحواز وبعض مدن خوزستان الأخرى. كما أفادت مصادر بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين ضد تردي الأوضاع المعيشية مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية جراء رفع حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي الدعم جزئياً عن بعض السلع التموينية.

وذكرت وكالة أنباء «فارس» أن تظاهرات أخرى جرت، في مدن عدة بوسط إيران بينها أصفهان ويزد، تضامناً مع أسر ضحايا مبنى «متروبول» المكون من 10 طوابق الذي انهار وسط شارع مزدحم. وقالت الوكالة، إن قوات الأمن، استخدمت، الغاز المسيل للدموع وأطلقت عيارات تحذيرية لتفريق مئات المحتجين في مدينة عبادان قرب موقع الانهيار.

وردّد بعض المتظاهرين هتافات «الموت للمسؤولين غير الكفوئين» وسط تقارير أشارت إلى استخدام الرصاص الحي ومقتل متظاهرين.

وفي ساعة متأخرة من الخميس، عبّر المتظاهرون عن غضبهم من المرشد الأعلى علي خامنئي، مرددين هتافات «الموت لخامنئي» أثناء اقتحامهم مدخل عبادان، بحسب مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أضرم محتجون النار في متجر في عبادان يملكه مالك المبنى المنهار.

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون القيادي بقوات شرطة محافظة سيستان وبلوشستان الرائد عباس راه أنجام عندما كان يقود سيارته مع عائلته في مدينة دلغان جنوب شرق البلاد أمس. ونتج عن الهجوم وفاة أنجام وإصابة زوجته التي جرى نقلها إلى المستشفى. وفتحت الشرطة المتخصصة تحقيقاً للتعرف على الفاعلين الهاربين والقبض عليهم، فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الاعتداء بالمنطقة التي تنشط بها جماعة «جيش العدل البلوشي» المتمردة.

وأصيب ثلاثة ضباط مكافحة الشغب بطلقات نارية أحدهم نائب قائد شرطة مكافحة الشغب للعاصمة طهران خلال احتجاجات في طهران.

وأكد مصدر في قيادة شرطة مكافحة الشغب لـ«الجريدة» أنه تم اعتقال مطلق النار، وهو من المحاربين القدامى الذي كان يشارك في الاحتجاحات لقدامى المحاربين أمام مبنى «موسسة المستضعفين» بسبب الغلاء المعيشي و سوء الأوضاع الاقتصادية.

كشف مخطط لقصف «الخضراء» ومطار بغداد

حذرت برقية سرية من غرفة عمليات بغداد، من مخططات لقصف «المنطقة الخضراء» ومطار العاصمة العراقية بغداد بصواريخ كاتيوشا وطائرات مسيرة. وفيما لم تحدد الغرفة الجهة التي تخطط لذلك، قالت إن مجاميع خارجة على القانون تقف وراء التخطيط للهجمات المحتملة.

وتعرضت «المنطقة الخضراء» وسط العاصمة العراقية لعشرات الاعتداءات خلال السنوات الماضية نفذتها ميليشيات مسلحة متحالفة مع إيران. ويأتي ذلك في وقت لا تزال المؤسسات العراقية تشهد شللاً مع تعذّر تشكيل حكومة جديدة بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات التشريعية التي أسفرت عن تراجع الأحزاب المرتبطة بطهران.

● طهران - فرزاد قاسمي