تهتز "كان" على وقع العرض العالمي الأول لفيلم إلفيس في المهرجان السينمائي العريق بالمدينة الساحلية الفرنسية، والذي يستحضر هذا العام أسماء كبيرة في تاريخ الموسيقى.

الفيلم الجديد هو الأحدث للأسترالي باز لورمان، وهو صاحب أعمال ناجحة من بينها "روميو آند جولييت" و"مولان روج".

Ad

ويؤدي النجم الصاعد أوستن بتلر (30 عاماً) شخصية إلفيس بريسلي، مع تكهنات من المتابعين بأن مهرجان كان سيرفعه إلى مصافّ كبار النجوم.

ويشارك في الفيلم أيضاً النجم توم هانكس بدور مدير أعمال بريسلي، السيئ السمعة، الكولونيل توم باركر. وشهد العرض الخاص للفيلم حضوراً كثيفاً من النجوم، وفي مقدمتهم النجمة شاكيرا الذي أطلت مرتدية فستاناً أسود خطف أنظار الجميع.

ولقي العمل ترحيباً حاراً من عائلة بريسلي الذي توفي عام 1977 عن عمر يناهز 42 عاماً، بعد انزلاقه في عالم إدمان المخدرات.

وأفادت حفيدته رايلي كيو، التي تصادف وجودها في المهرجان لتقديم أول فيلم من إخراجها بعنوان "وور بوني" الأسبوع الماضي، بأنها شاهدت الفيلم مع والدتها ليزا ماري بريسلي، وجدّتها بريسيلا بريسلي.

وقالت للصحافيين إن الفيلم زاخر بـ "الكثير من الصدمات العائلية والصدامات بين الأجيال. لقد كانت تجربة قوية للغاية". وأصبح لورمان من بين الأسماء المفضّلة في المهرجان، بعد أن أذهل النقاد بظهوره الأول من خلال فيلم ستريكتلي بالروم عام 1992، كما افتتح المهرجان مرتين مع "مولان روج" و"غاتسبي".

واحتفالاً بنسخته الخامسة والسبعين، قدّم المهرجان وجبة دسمة لعشاق الموسيقى هذا العام.

فقد حصد فيلم وثائقي جديد عن ديفيد بووي بعنوان "مون إيج دايدريم" أصداء إيجابية، وهو جزء من موجة حديثة من الأفلام المبتكرة حول أساطير الموسيقى.

وقال مخرج الفيلم بريت مورغن إن العمل "ليس سيرة ذاتية"، بل "من المفترض أن يكون راقياً ومتنوعاً".

كما حضر إيثان كوين، أحد الأخوين المحبوبين في مجال صناعة الأفلام، في المهرجان، لتقديم فيلم وثائقي عن رائد موسيقى الروك آند رول جيري لي لويس.

تجنّب كلا الفيلمين الاعتماد على الخبراء لمصلحة تجربة أكثر انغماساً في سيرة الفنانين المعنيين.

وقال في المهرجان: "لا يهمني ما يقوله الخبراء"، مضيفا "جيري لي فنان، لذا أريد أن أرى أداءه، وليس ما يعتقده بعض الخبراء حوله".

ونظرا لكونه المهرجان السينمائي الرائد في العالم، يسعى "كان" إلى تقديم مجموعة أعمال توازن بين الدراما القوية، والتجريب الفني، والأعمال التجارية الضاربة.

وكان سحر الإنتاجات الهوليوودية حاضرا بقوة خلال الحدث هذا العام، إذ سبق عرض فيلم إلفيس إطلاق فيلم "توب غن: مافريك" الأسبوع الماضي بحضور نجم العمل توم كروز، على وقع استعراض لسلاح الجو الفرنسي.

وفيما تُقدم هذه الأفلام الهوليوودية خارج المسابقة الرسمية، يشهد السباق على السعفة الذهبية، أكبر جوائز المهرجان، ضبابية ظاهرة، ولم يظهر أي مرشح بارز واضح من 21 فيلما في المنافسة، مع انقسام النقاد بشدة حول كل فيلم تقريبا.

وقد يكون الفيلم الذي حظي بأفضل الأصداء حتى الآن هو "ديسيجن تو ليف" للمخرج الكوري بارك تشان ووك، المعروف بفيلمه المثير "أولدبوي" عام 2003.

لكنّ الجوائز التي ستُعلن غدا، تقررها لجنة تحكيم من محترفي السينما، تضمّ بين أعضائها هذا العام النجمة الهندية ديبيكا بادكون، والمخرج الإيراني الحائز جائزة الأوسكار مرتين، أصغر فرهادي، ويترأسها الممثل الفرنسي فنسان لاندون.

فيلم كولومبي ينال جائزة أسبوع النقاد

حصل فيلم "لا خاوريا" للمخرج الكولومبي أندريس راميريز بوليدو على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد، المخصص للمواهب الشابة، ضمن مهرجان كان السينمائي، ويتمحور هذا الشريط على دوامة العنف المفرغة في الدولة الأميركية الجنوبية.

ويتناول "لا خاوريا" الحياة اليومية للشباب الجانحين والمجرمين الذين يحاول المربي ألفارو إعطاءهم فرصة ثانية من خلال علاج جماعي في منزل مهجور بقلب الغابة الاستوائية. وقال بوليدو إنه سعى "في اللغة السينمائية" إلى "الاعتماد كثيرا على الصورة لإبراز العنف".

ومُنحت جائزة فرنش تاتش (اللمسة الفرنسية) لفيلم "آفتِر صَن" للمخرجة البريطانية تشارلوت ويلز عن العلاقة بين ابنة ووالدها، أما جائزة "النجم الصاعد" من مؤسسة لوي رويدرير فكانت من نصيب المراهقة زيلدا سامسون بطلة فيلم "دالفا" للفرنسية إيمانويل نيكو، وحصل فيلم "آيس ميرتشنتس" للبرتغالي جواو غونزاليس على جائزة "ليتز سينيه" للأفلام القصيرة، وهو شريط يخلو من الحوارات.