في تطور قد يشكل تحولاً في سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه منطقتي الخليج والشرق الأوسط، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر دبلوماسي غربي في الرياض أن بايدن سيزور السعودية قبل نهاية الشهر المقبل، ويلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في جدة، مضيفاً أن اتصالات تجرى مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر للانضمام إلى القمة السعودية ـ الأميركية.

وقال المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إن اتفاقاً مبدئياً تم بين الرياض وواشنطن على أن يصل بايدن إلى جدة في الأسبوع الأخير من يونيو في زيارة رسمية للمملكة.

Ad

وفي حال تمت الزيارة، فستكون تحولاً في سياسة بايدن تجاه المملكة وإشارة واضحة إلى أن الخلاف بين البلدين الصديقين والذي وصل إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، وُضِع على سكة الحل.

ويأتي التقارب مع السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم في الوقت الذي تواصل فيه أسعار النفط الارتفاع في أميركا وذلك قبل أشهر قليلة من معركة ساخنة بين الديموقراطيين والجمهوريين في الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي.

وذكر المصدر الدبلوماسي الغربي نفسه أن «أزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا واليمن والملف النووي الإيراني في صدارة الموضوعات التي ستناقشها القمة السعودية ـ الأميركية».

وفي أرفع زيارة لمسؤول أميركي للمملكة منذ تولي بايدن الحكم، استقبل الأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وجرى تأكيد التزام الولايات المتحدة بـ «دعم دفاع السعودية عن أراضيها ضد الهجمات الصاروخية والمسيّرة المدعومة من إيران»، وتأييدها هدف الرياض بالدفع نحو حل سياسي دائم وإنهاء النزاع اليمني.

كما أجرى الأسبوع الماضي نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان زيارة لواشنطن التقى خلالها مسؤولين أميركيين، بينهم وزيرا الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن، وتم بحث شؤون سياسية ودفاعية واقتصادية.

وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن سيزور كذلك إسرائيل والأراضي الفلسطينية في نهاية يونيو، في وقت كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن البيت الأبيض ناقش مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، فكرة عقد اجتماع لزعماء المنطقة. وفي حال عقدت «قمة جدة» فمن المرجح أن تكون بديلة عن قمة تجمع بايدن وإسرائيل والدول العربية التي طبَّعت العلاقات معها لمواصلة زخم «قمة النقب» التي انعقدت في إسرائيل أواخر مارس.

في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز»، عن أربعة مصادر، أن ولي العهد السعودي يعتزم القيام بجولة تشمل تركيا وقبرص واليونان والأردن ومصر، ليبحث قضايا إقليمية وعالمية ويوقع اتفاقات في مجالي الطاقة والتجارة.

وذكرت المصادر أن المسؤولين السعوديين لا يزالون يناقشون المواعيد المحددة مع الدول التي سيزورها بن سلمان، مرجحة أن تتم الزيارة في أوائل يونيو على أقرب تقدير.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول تركي كبير، إن الأمير محمد، قبل دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي زار المملكة الشهر الماضي لزيارة تركيا، وإن الجانبين يعملان على ترتيبها، وكانت آخر جولة لولي العهد السعودي في دول الخليج العام الماضي.

وزير خارجية السعودية: أيدينا ممدودة لإيران

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إنّ «هناك حاجة لقرار إيراني من أجل إطلاق مرحلة من التعاون، وحقبة جديدة في المنطقة».

وأكد بن فرحان، في تصريحات على هامش مؤتمر دافوس أمس، أنّ «أيدينا ممدودة لإيران»، مشيراً إلى تحقيق «بعض التقدم» في المحادثات بين البلدين «لكن ليس بشكل كاف».

وعن الانتخابات اللبنانية التي خسر فيها «حزب الله» الأغلبية النيابية، قال الوزير السعودي: «قد تكون خطوة إيجابية، لكن من السابق لأوانه قول ذلك».