أبدت بريطانيا رغبتها في أن ترى مولدوفا الدولة المجاورة لأوكرانيا، «مجهّزة عسكرياً وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، لحمايتها من هجوم روسي محتمل.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة ذي تلغراف، اليوم، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على إقامة «روسيا الكبرى»، رغم أن غزوه لأوكرانيا فشل في تحقيق نجاح سريع. إلى ذلك، بات مصنع آزوفستال للصلب، آخر معقل مقاومة للأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجيّة في جنوب شرق أوكرانيا، تحت سيطرة الجيش الروسي الكاملة مساء أمس.

Ad

ويعني الإخلاء التام للمخابئ والأنفاق تحت المصنع الذي تعرّض لقصف مكثف، أن تلك هي نهاية أكثر عملية حصار تدميرا في الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا قبل نحو 3 أشهر.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رغبته في تنظيم عملية تبادل أسرى، غير أنّ روسيا أبلغت أنّها تعتبر قسمًا منهم على الأقل مقاتلين من «النازيين الجدد» وليسوا جنودًا.

وقال زيلينسكي: «نهاية النزاع ستكون دبلوماسية»، مضيفا «الحرب ستكون دامية، وتتخللها معارك وقتال، إلا أنها ستنتهي قطعا عبر السبل الدبلوماسية».

واعتبر أن أي بديل من ترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي سيكون بمنزلة «تسوية» مع روسيا، في رده على مشروع «المنظمة السياسية الأوروبية» الذي اقترحه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في غضون ذلك، شهد إقليم دونباس، الواقع أيضاً شرق أوكرانيا، قتالاً عنيفا، اليوم، مما يثير المخاوف من المزيد من التقدم الروسي عقب السيطرة الكاملة على ماريوبول.

غير أن حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي هاغداي، رفض المزاعم التي أدلى بها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، التي تفيد بأن موسكو على حافة الاستيلاء الكامل على لوغانسك، قائلا إن هذا «هراء».

بدورها، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، عن عدد كبير من الهجمات الروسية، وأشارت إلى خطر شنّ هجمات جوية من بيلاروسيا، حليفة روسيا، والتي لا تشارك رسميا في القتال.

ومع تواصل الحرب، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن قانونا أقره «الكونغرس» الخميس الماضي، ينص على تخصيص 40 مليار دولار لأوكرانيا، يسمح لها بصورة خاصة بالحصول على مدرعات وتعزيز دفاعها الجوي. وفيما تبقى الحرب سيدة الموقف، أعلنت شركة غازوم الفنلندية العامة للغاز أن موسكو أوقفت إمدادات الغاز الروسي إلى فنلندا اليوم، بعدما رفضت هلنسكي الدفع بالروبل إلى مجموعة «غازبروم» الروسية المزودة.

وبذلك تنضم الدولة الشمالية، التي أثارت غضب موسكو بقرارها الانضمام إلى «ناتو»، إلى بولندا وبلغاريا اللتين قطعت عنهما «غازبروم» الغاز، لرفضهما الدفع بالروبل، التزاما بطلب موسكو الصادر في أبريل. وسبق أن قطعت موسكو إمدادات الكهرباء عن فنلندا منذ منتصف مايو. وفي خطوة جديدة تُشكّل جزءا من التدهور المستمر في علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها، نشرت ​وزارة الخارجية الروسية​، قائمة تضم 963 أميركياً يحظر دخولهم إلى روسيا، بينهم الرئيس ​جو بايدن​، ووزير خارجيته ​أنتوني بلينكن​، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، بيل بيرنز. كما أعلنت الوزارة «فرض عقوبات على 26 شخصية كندية، بينها زوجة رئيس الوزراء جاستين ترودو، رداً على عقوبات مرتقبة مناهضة لروسيا».

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لرئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، اليوم، إن أنقرة تتوقع خطوات ملموسة فيما يتعلق بمخاوفها بشأن عمل المنظمات الكردية التي تصنفها إرهابية في السويد، وكذلك رفع حظر صادرات الأسلحة الذي فُرض على تركيا بعد توغلها في سورية عام 2019. وأجرى إردوغان كذلك اتصالات مع رئيس فنلندا. والأسبوع الماضي تمسّك إردوغان برفض الموافقة على انضمام فنلندا والسويد الى «ناتو».