أعلنت دبلوماسية أميركية مرموقة تتولى الإشراف على سياسة اللجوء أنها تعطي الأولوية لإصلاح عملية قبول اللاجئين في الولايات المتحدة بعد سنوات من تخفيض عدد الموظفين، وتجميد التوظيف، وتقليص الميزانية، مما أدى إلى زيادة الضغوط على نظامٍ مثقل بالأعباء أصلاً.

صرّحت جوليتا فالس نويز، مساعدة وزير الخارجية للسكان واللاجئين والهجرة، في مقابلة جديدة مع صحيفة «فورين بوليسي»: «أنا أضع تحديث البرنامج الأميركي لقبول اللاجئين وإعادة إحيائه على رأس أولوياتي، فقد كان حجم البرنامج قد تراجع بدرجة كبيرة في عهد الإدارة الأميركية السابقة، لذا يجب أن نزيد عدد الموظفين مجدداً في وزارات الخارجية، والأمن الداخلي، والصحة والخدمات الإنسانية»، فهذه الوزارات الثلاث تشرف على جوانب مختلفة من عملية قبول اللاجئين.

Ad

تكشف أحدث البيانات في 30 أبريل أن إدارة بايدن وافقت على دخول 10742 لاجئاً خلال السنة المالية 2022 الممتدة من 1 أكتوبر 2021 إلى 30 سبتمبر 2022، وتتوقع نويز من الإدارة الأميركية توطين بين 20 و25 ألف لاجئ خلال هذه السنة المالية، وإذا أُضيف هذا الرقم إلى عشرات آلاف الأفغان الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة، فقد يصل العدد الإجمالي إلى 100 ألف تقريباً، مع أن معظم الأفغان الذين تم إجلاؤهم دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكلٍ مؤقت وبموجب «الإفراج المشروط لأسباب إنسانية». نقلت الحكومة الأميركية وحلفاؤها عشرات آلاف الأفغان من بلدهم جواً خلال الأيام الفوضوية الأخيرة التي سبقت استيلاء حركة «طالبان» المتطرفة على البلد في أواخر عام 2021، بعدما قرر بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان، فوصل نحو 74 ألف أفغاني إلى الولايات المتحدة بعد ذلك الانسحاب العشوائي الذي أنهى حرباً امتدت على عشرين سنة، وقد دخل معظمهم إلى البلد مؤقتاً بموجب برنامج «الإفراج المشروط لأسباب إنسانية». لا يشمل هذا البرنامج مساراً واضحاً لنيل إقامة قانونية دائمة أو منح أي صفة أخرى للمهاجرين في الولايات المتحدة، وتضغط المنظمات الداعمة لإعادة توطين اللاجئين على الكونغرس لتمرير تشريع يمنح الأفغان مساراً لنيل إقامة دائمة، فقد أصبح «قانون التكيّف الأفغاني» قيد البحث راهناً في مجلس الشيوخ.

صرّحت كريشانتي أومارا فيغناراجاه، رئيسة «دائرة الهجرة واللاجئين اللوثرية» ومديرتها التنفيذية، في أواخر الشهر الماضي: «هذا الإرباك القانوني الذي يعيشه الأفغان يشكّل مصدر قلق هائل ويزيد الضغوط على اللاجئين، ولهذا السبب، من الضروري أن يُمرر الكونغرس «قانون التكيّف الأفغاني» كونه يمنح اللاجئين صفة دائمة بعد الإقامة في الولايات المتحدة لسنة كاملة».

في شهر أبريل الماضي، أطلق الرئيس بايدن برنامجاً جديداً من نوع «الإفراج المشروط لأسباب إنسانية» للسماح لمئة ألف أوكراني بدخول الولايات المتحدة بعد هربهم من الغزو الروسي، مع أن معظم الأوكرانيين الهاربين من بلدهم يفضّلون حتى الآن البقاء في دول مجاورة لأوكرانيا داخل أوروبا، لكن حاول عدد من الأوكرانيين الذين يتوقون للهرب إلى الولايات المتحدة دخول البلد بعد عبور طريق خطير وغير قانوني عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك.

في الوقت نفسه، قدّم نحو 18 ألف أوكراني طلباً لنيل صفة اللجوء الدائم في الولايات المتحدة بموجب برنامج «لوتنبرغ» الذي سمح في الماضي لأشخاصٍ ينتمون إلى أقليات دينية وتعرّضوا للاضطهاد في حقبة الاتحاد السوفياتي بالانضمام إلى أفراد عائلاتهم المقيمين أصلاً في الولايات المتحدة.

في النهاية، تقول نويز: «أظن أن المسؤولين في المجتمع الدولي ودول المواجهة التي تستضيف هؤلاء اللاجئين مُصمّمون على دعم استقلال أوكرانيا وسيادتها والتصدي لروسيا، فهم يعترفون أيضاً بأن البلد سيحتاج إلى دعم متواصل على المدى الطويل».

* روبي غرامر

فورين بوليسي