عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران التي وصلها، أمس، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع في محاولة لرأب الصدع الذي يهدد بانهيار المباحثات الدولية المجمدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ودفع جهود إنهاء التوتر الإقليمي.

وقال تميم، في مؤتمر مشترك مع رئيسي، إنهما بحثا «أهمية حلّ النزاعات في المنطقة بالحوار والطرق السلمية».

Ad

وذكر أن المشاورات تناولت عدة ملفات في المنطقة منها فلسطين وسورية واليمن والعراق، ووجوب أن يكون هناك حل عادل وشامل لجميع هذه الملفات، مضيفاً: «اتفقنا مع الرئيس الإيراني على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».

وفي وقت تتطلع الجمهورية الإسلامية لإعادة المياه إلى مجاريها مع الدول الخليجية، اعتبر رئيسي أنّ زيارة أمير قطر لبلاده ستكون «نقطة تحول» في مسار العلاقات بين البلدين.

وبينما لفت رئيسي إلى أنه بحث القضايا الإقليمية «وتقديرنا أن التحديات التي تواجه المنطقة يمكن حلها بعيداً عن التدخل الغربي»، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن الزيارة يتخللها بحث «العديد من الملفات بما يشمل التعاون الثنائي في إطار التفاعل الإقليمي، مثل التعاون في كأس العالم 2022 لكرة القدم التي تستضيفها قطر، ومتابعة تبادل السجناء بين إيران ودول غربية، والتعاون في مجال الطاقة».

وعلمت «الجريدة» في وقت سابق من مصدر مطلع أن رئيسي يستعد لزيارة واحدة على الأقل من دول مجلس التعاون الثلاث؛ سلطنة عمان والكويت والإمارات لدفع مسار التهدئة الإقليمية بعد انعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات الثنائية مع السعودية والتي تتسم بالبطء.

في غضون ذلك، دانت وزارة الخارجية الفرنسية توقيف مواطنين فرنسيين في إيران، معتبرة أنه «اعتقال لا أساس له»، وطالبت بـ «الإفراج عنهما فوراً»، غداة إعلان طهران اعتقال أوروبيين اثنين «دخلا إلى البلاد بهدف نشر الفوضى وزعزعة استقرار المجتمع».

واستدعت الخارجية الفرنسية القائم بأعمال السفارة الإيرانية في باريس للاحتجاج.

وفي موازاة التوتر بين فرنسا وإيران، تواصلت المشاورات بين رئيس وفد التفاوض في مباحثات فيينا علي باقري كني ومنسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في طهران لليوم الثاني على التوالي.

وعلى صعيد آخر، تجددت الاحتجاجات في محافظة الأهواز، أمس، بالتزامن مع إعلان حكومي رسمي بزيادة أسعار الدجاج والبيض والحليب والزيت بعد رفع الدعم عنها، وردد المتظاهرون هتاف «الموت لرئيسي... الموت للغلاء».

وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال نحو ألف شخص بعد اقتحام منازلهم في منطقة دزفول في الأهواز. واتسعت دائرة المدن المشاركة في الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية. وفي بعض المدن، ومنها مدن قزوين وكرج وسراوان، قام المحتجون بمهاجمة مراكز توزيع البضائع الحكومية (التعاونيات)، وسرقوا كل ما فيها.

وفي بعض المناطق الأخرى، مثل مدن طهران وأصفهان وشيراز ومشهد وتبريز، هاجم المحتجون محلات بيع البضائع التي سيتم رفع سعرها ابتداء من اليوم، وبينها الدجاج والبيض واللحم والدجاج والزيت النباتي.