سجلت مؤشرات الأسواق المالية الخليجية نزيفا حادا في النقاط، وفي القيم السوقية، وفقدت نحو 144 مليار دولار خلال هذا الأسبوع، بعد اضطراب شديد في الاقتصاديات الكبرى وأسعار النفط واحتمالية رفع جديد لأسعار الفائدة من قبل «الفدرالي» الأميركي وبقية البنوك المركزية، التي تمتعت اقتصاداتها بأسعار فائدة متدنية جدا خلال فترة كورونا وما تلاها، لكن لم يسعفها الوقت كثيرا، حيث بدأت حرب إقليمية أو عالمية كبيرة بين روسيا وأوكرانيا لترفع أسعار النفط وتزيد التضخم بصورة كبيرة، والتي لم تجد الحكومات والبنوك المركزية بدا من رفع كبير لأسعار الفائدة لتصبح الأصول في اضطراب كبير بالأسعار.

واضطربت الأسواق المالية العالمية بقيادة أسواق أميركا في البداية، ثم تطور القلق للأسواق الآسيوية والأوروبية، وكانت الأسواق الخليجية تسير مطمئنة نوعا ما، بل حققت مكاسب كبيرة بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفعت إلى أعلى مستوياتها تاريخيا خصوصا في الامارات والكويت، وحقق السعودي أفضل إقفال له خلال 16 عاما، وكذلك بلغ القطري القمة خلال 5 سنوات مقابل نزيف الأسواق العالمية وارتفاع أسعار النفط الذي دعمها بشدة إضافة الى تحول سيولة عالمية للدخول في بداية مارس.

Ad

لكن بعد مرور شهرين تقريبا أصاب الأسواق الخليجية التخمة وبدأت بتراجعات حادة خلال هذا الأسبوع وبنسب متفاوتة أكبرها في دبي الذي خسر أمس فقط 5.5 في المئة و11.06 في المئة خلال أسبوع، وكذلك تراجع ابوظبي بنسبة قريبة، وفقد الكويتي 3.5 في المئة، لتواصل نزيف النقاط لهذا الأسبوع وتتكبد خسارة تاريخية على مستوى قيمها السوقية، حيث بلغت في دبي 13.4 مليار دولار، وتراجعت قيمة مؤشر ابوظبي بـ46.6 مليارا، ولكنها بنسبة اقل من دبي.

وخسر مؤشر سوق الكويت 8 مليارات دولار من قيمته السوقية، بينما كانت خسارة مؤشر «تاسي» السعودي 69 مليارا، والقطري 5.7 مليارات تقريبا، وكان تراجع البحريني أقل 1.7 مليار، ولم تزد خسائر مؤشر مسقط على 40 مليونا فقط، وهو الأكثر استقرارا من حيث الارتفاع خلال مارس أو التراجع هذا الأسبوع، لتصل خسائرها مجتمعة إلى نحو 144 مليارا.

علي العنزي