نشر المركز الكويتي للاستشارات الإحصائية (@CenterKuwait) وهو منظمة أهلية غير حكومية بياناً إحصائياً لمواليد الكويتيين خلال الفترة من 2006 حتى 2020، وظهر في البيان انخفاضاً ملحوظاً لمواليد الكويتيين خلال هذه الفترة من 31 مولوداً لكل 1000 مواطن عام 2006 ليصل إلى 19 مولوداً لكل 1000 مواطن خلال عام 2020، وكما يقال الأرقام تتكلم لتنبئ عن متغيرات مؤثرة في المجتمع الكويتي خلال 15 عاماً انعكست على انخفاض الزيادة الطبيعية للكويتيين، ولا شك أن هذه الظاهرة المقلقة تستدعي اهتمام مؤسسات المجتمع المختلفة الرسمية والشعبية لدراستها وتحليلها ومعرفة أسبابها وآثارها وطريقة التعامل معها بالشكل الصحيح.

يرتبط هذا الموضوع بشكل مباشر بظاهرتين اجتماعيتين لهما أهمية عالية في الكويت، تأخر سن الزواج ومعدلات الطلاق، وهما من الظواهر المؤرقة عند الأسرة الكويتية، ووجب التصدي لهما بجدية واهتمام فائقين، ولا بد أن نبدأ بالسؤال: ما الذي جرى في الكويت خلال 15 عاماً فسبب انخفاض أعداد المواليد الكويتيين وتأخر سن الزواج عند الشباب الكويتيين؟

Ad

عندما تستمع للشباب الكويتيين في الدواوين والمحافل الاجتماعية اليومية تسمع منهم عن ارتفاع تكاليف المعيشة للمتزوج بدءاً من مصاريف الزواج وموضوع السكن والاستئجار ومصاريف الأسرة اليومية في ظل غلاء المعيشة الواضح والتكلفة الباهظة للخدمات الأساسية في القطاع الخاص (الصحة والتعليم) وحتى أبسط احتياجات الأسرة وهي العاملة المنزلية أصبحت هماً كئيباً على الأزواج بالتكاليف العالية للاستقدام، وأصبح من الطبيعي أن يتشارك الأزواج في بداية حياتهم بتحمل مصاريف الحياة بتعاون وتراضٍ حتى يسير مركب الحياة الزوجية بنجاح وبركة. رفعت الحكومة وكذلك مجلس الأمة شعاراً في السنوات الماضية حول تعديل التركيبة السكانية، وإذا كان هذا الموضوع يتعلق بتنظيم أعداد الوافدين في البلد حسب الاحتياجات الحقيقية فإن ظاهرة تناقص عدد المواليد الكويتيين لا يساعد الدولة في تحقيق أهدافها الوطنية في هذا المشروع الذي نسمع به طبعاً ولا نراه.

البيان الإحصائي المنشور يقرع الجرس لكل من هو مسؤول عن المجتمع والأسرة الكويتية، وإن الواجب على الحكومة والمجلس والمؤسسات الأهلية الانتفاضة والالتفات لاحتياجات شباب وشابات الكويت، كما نطالب المجلس الأعلى للأسرة بالقيام بدوره في هذا الجانب، وإعلان خططه وبرامجه ودراساته لتصويب أوضاع الأسرة الكويتية وإعانتها على ما تواجه في حياتها اليومية، فمن يتصدى لهذه المسائل ويقوم بواجبه المطلوب منه؟

والله الموفق.

‏‫وليد عبدالله الغانم