بعد إخلاء سبيل نحو 40 ناشطا سياسيا خلال اليومين الماضيين، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء أمس الأول، إطلاق حوار مع مختلف القوى السياسية، مع إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، بالتوازي مع وعود بإطلاق المزيد من المعتقلين السياسيين، وشدد على أن الوطن يتسع للجميع، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، وهي المرة الأولى التي يبدي فيها نظام السيسي مرونة لتحقيق انفراجة سياسية بعد سنوات من تشديد القبضة الأمنية.

وأعلن السيسي عن 12 قرارا خلال حفل إفطار الأسرة المصرية مساء أمس الأول الثلاثاء، تتعلق بالشق السياسي والاقتصادي، إذ أعلن إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي، على أن تواصل قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة، وشدد على أن «الوطن يتسع لنا جميعا، وان الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية».

Ad

وكلف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كل التيارات السياسية الحزبية والشبابية، لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، ورفع نتائج هذا الحوار إلى الرئيس شخصيا، «مع وعد بقيامي بحضور هذه الحوارات في مراحلها النهائية»، على حد قوله.

وفي الشق الاقتصادي، كلف السيسي الحكومة بعقد مؤتمر صحافي عالمي لإعلان خطة التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وإطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، والاستمرار في دعم مبادرة تقديم الدعم والحماية الاجتماعية لتسعة ملايين أسرة، مع الإعلان عن خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي، وعجز الموازنة على مدار السنوات الأربع المقبلة. ومع تكليف الحكومة بتعزيز الدعم المقدم لمزارعي القمح في مصر، بما يحقق زيادة في الاكتفاء الذاتي، في ظل ما تعانيه مصر من تداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، كلفها أيضا بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية، والإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويا، ولمدة 4 سنوات.

ودعا السيسي إلى إطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، لتقديم الدعم للعمل الأهلي والمجتمعي واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل للمجتمع المدني. وشهد حفل إفطار الأسرة المصرية، الذي يدشنه السيسي بشكل سنوي منذ 2017، مشاركة واسعة من الشخصيات العامة ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار رجال الدولة وشيخ الأزهر وبابا الإسكندرية، واختص السيسي السياسي المعارض حمدين صباحي (منافسه في الانتخابات الرئاسية في 2014)، بالتحية خلال الحفل، وتبادل معه حوارا باسما حول عدد من القضايا.

وقال صباحي، في تصريحات إعلامية، إنه ناقش مع الرئيس ملف سجناء الرأي، وكانت استجابته كريمة، ووعد بحل الأزمة، «وسنشهد نتائج لهذا الأمر قريبا»، وثمن الدعوة للإفراج عن كل سجين رأي، مشددا على أن هذا الأمر «ضروري لإحداث نقلة نوعية، والخروج بحلول لأزمات الوطن»، لافتا إلى أنه يمثل معارضة تحب الوطن وتحرص على مصالحه، «ونريد مشاركة للخروج بأفضل الحلول للقضايا الوطنية الملحة».

حسن حافظ