قبل أربعة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تواجه الرئيس الفرنسي الوسطي إيمانويل ماكرون مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، أمس، في مناظرة تلفزيونية حاسمة لاجتذاب أصوات المترددين.

وتشهد الدورة الثانية منافسة حادة أكثر مما كانت عليه في عام 2017؛ وإن رجحت استطلاعات الرأي فوز ماكرون بنسبة تتراوح بين 53 و56%، لذلك لا يستخف الخصمان بهذا اللقاء، الذي أعدا له العدة حتى اللحظة الأخيرة.

Ad

قبل خمس سنوات، كان الأمر كارثياً للوبن، التي بدت متوترة وعدوانية وغير مستعدة أمام مرشح شاب هادئ ومحيط بملفاته.

وتؤكد مرشّحة «التجمّع الوطني» أنها استخلصت العبر. وعلى مدى خمس سنوات، صعدت بصبر وهيأت ملفاتها بعناية وصقلت صورتها، حتى عرّفت نفسها على أنها «أم» لفرنسا.

وأمامها، لم يعد ماكرون الذي كان ظهوره مفاجئاً عام 2017 الذي أكد أنه «لا ينتمي إلى اليمين أو إلى اليسار»، يتمتع بنضارة الحداثة. يتعين عليه الدفاع عن حصاد رئاسي وتصحيح الصورة التي غالباً ما ترتبط به بصفته «رئيس الأغنياء».

ويسعى المرشّحان إلى استمالة مؤيّدي جان لوك ميلونشون «اليسار الراديكالي» الذي حلّ ثالثاً في الدورة الانتخابية الأولى مع حوالي 22% من الأصوات، ودعا إلى «عدم إعطاء صوت واحد» لليمين المتطرّف دون التوصية بالتصويت لماكرون.

وعبر ميلونشون، أمس، عن أمله في أن يصبح رئيس وزراء البلاد بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو. وعندما يجبر الرئيس على العمل مع رئيس وزراء معارض سياسياً، يعرف هذا باسم «التعايش» باللغة الفرنسية.

وكانت آخر مرة تشهد فيها فرنسا تركيبة حكومية كهذه ما بين عامي 1997 و2002.

إلى ذلك، لا تزال الانتقادات تلاحق المرسوم الذي نُشر الاثنين الماضي في الجريدة الرسمية، وتم بموجبه إلغاء السلك الدبلوماسي، وهو إجراء يندرج ضمن إصلاح الوظيفة العمومية العليا، الذي بدأته الحكومة بطلب من ماكرون، وأثار غضب الدبلوماسيين ومعارضة واسعة في صفوف الطبقة السياسية.

ويعني هذا الإجراء المثير للجدل، الذي أعلن عنه نهاية العام الماضي، أن الدبلوماسيين رفيعي المستوى لن يأتوا حصراً من وزارة الخارجية، كما هو الحال اليوم، بل سيتم اختيارهم من الآن فصاعداً من بين الموظفين الساميين القادمين من جميع الإدارات أو من القطاع الخاص.

واتهمت لوبن، ماكرون بأنه «يريد استبدال موظفي الدولة المحايدين بالمحسوبية».

بدوره، عبّر ميلونشون عن قلقه من «تدمير شبكة دبلوماسية تعود لقرون»، قائلاً: «سيتم تعيين أصدقاء الدراسة… إنه لأمر محزن».

وعلى المستوى الدبلوماسي، عبّر السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة جيرار أرو، عن أسفه لأن فرنسا «أصبحت الدولة الغربية الرئيسية الوحيدة التي ليس لديها دبلوماسيون محترفون».