بلغ التوتر ذروة الاشتعال في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع تواصل عمليات الاغتيال الإسرائيلية لليوم السادس على التوالي، والدعوات الفلسطينية للحداد والإضراب الشامل، وتعبئة فصائل المقاومة الجماهير إلى النفير في جمعة «فجر حماة الأقصى».

وفي عملية عسكرية جديدة، قتلت القوات الإسرائيلية شابين فلسطينيين، صباح أمس، خلال اشتباكات في قرى واقعة في محيط مدينة جنين، معقل الحركات المسلحة في شمال الضفة الغربية, في حين توفي ثالث متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس.

Ad

وبعد ساعات من استشهاد المحامي بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان برصاصة في الصدر بمدينة نابلس، قتل فَتَيان برصاص القوات الإسرائيلية بمواجهات عنيفة مساء أمس الأول، أوّلهما يبلغ من العمر 18 عاماً في بلدة سلواد قرب رام الله، والثاني 16 عاماً في بلدة حوسان قرب بيت لحم.

ووسط ترقب لاتخاذ القيادة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة «فتح» قرارات استراتيجية، حذرت السلطة الفلسطينية من أن الوضع خطير وحساس ويتجه بشكل متسارع نحو التدهور، مشددة على أن «التصعيد الإسرائيلي الخطير وضعنا أمام مفترق طرق».

وقررت «فتح»، بالتعاون مع القوى الوطنية والإسلامية، إعلان الإضراب الشامل والنفير العام بإقليم رام الله، والبيرة، وبيت لحم، احتجاجاً على مجازر جنين ومخيمها، ونابلس، وبلدات سلواد، وكوبر، وحوسان، داعية إلى «التصعيد الميداني على نقاط الاحتكاك والتماس» مع الجيش الإسرائيلي، والحداد على ارتقاء كوكبة جديدة من الشهداء.

وفي حين وصفت «فتح» ما يحدث بـ«المذبحة» بقرار من أعلى مستوى من حكومة الاحتلال، دعت حركة حماس الجماهير إلى النفير وشد الرّحال في جمعة «فجر حماة الأقصى» دفاعاً عن القدس والمسجد المبارك، وإفشالًا لمخطط «ذبح القرابين» وتغوّل المستوطنين فيما يُسمى عيد الفصح.

ودعت الفصائل عقب اجتماع طارئ إلى «التعبئة الشعبية العامة»، دفاعاً عن المقدسات والمسجد الأقصى في شرق القدس. وحذرت الفصائل في بيان مشترك من «التهديدات الخطيرة للمستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم».

وحذرت من تهديد إسرائيل باقتحام مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، مؤكدة «وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله في مواجهة الاحتلال والعدوان حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال».

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، جاهزية الجيش لكل الاحتمالات، مشيراً إلى أنه رغم وجود تصعيد بالتوتر مع قطاع غزة، فإن الانفجار احتمال قائم بسبب ارتباط ذلك بحساسية الوضع في الضفة.

وأكد غانتس تواصله مع الرئيس محمود عباس لتقوية السلطة، وتعزيز الوضع الاقتصادي في الضفة، وإضعاف «حماس» في الوقت نفسه.

بدوره، قال الرئيس إسحاق هرتسوغ، إن تل أبيب تحافظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، نافياً صحة أنباء عن اعتزام مستوطنين ذبح قرابين فيه.

ورأى هرتسوغ أن عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل يشكل خطراً كبيراً. ولفت إلى أنه من الصعب مشاهدة رئيس «القائمة المشتركة» أيمن عودة يدعو العرب لترك مناصبهم بقوات الأمن.