وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مرسوماً يدخل حيز التنفيذ اليوم، يلزم «الدول غير الصديقة»، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، سداد ثمن الغاز الطبيعي بالروبل الروسي.

وبناء على المرسوم، يجب على العملاء في تلك الدول فتح حسابات بالعملة الروسية في البنوك الروسية.

Ad

وقال بوتين خلال اجتماع حول الطيران عبر الفيديو: «نقدم للعملاء من هذه الدول (غير الصديقة لروسيا) آلية واضحة وشفافة من أجل شراء الغاز الطبيعي الروسي، يجب عليهم فتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية، من هذه الحسابات سيتم سداد مدفوعات الغاز (الروسي)».

وأضاف أن روسيا ستعتبر أن المشترين خرقوا العقود المبرمة إذا رفضوا الدفع بالروبل.

وتطبق القواعد الجديدة على إمدادات شركة غازبروم الحكومية وتطول إمدادات الغاز الطبيعي عبر الأنابيب.

وبينما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي أن برلين وباريس تستعدان لاحتمال توقف إمدادات الغاز الروسية، شدد المستشار الألماني أولاف شولتس على أن الدول الأوروبية ستواصل الدفع باليورو أو الدولار بموجب ما «كُتب في العقود».

وأضاف شولتس: «قلت للرئيس الروسي بوضوح ان الأمر سيبقى كذلك»، وان «الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك».

تشكيك بنوايا روسيا

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني أنه لا يصدق التعهدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أن قواته تتحضر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.

وجاء إعلان زيلينسكي بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها ستلتزم اعتبارا من صباح أمس، وقفا للنار في مدينة ماريوبول المحاصرة على بحر آزوف، إفساحا للمجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة، ما اعتبرته نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشوك "تلاعبا"، وأرسلت كييف بالفعل 45 حافلة لإجلاء مدنيين من ماريوبول.

من ناحية أخرى، حض الرئيس الأوكراني هولندا على الاستعداد لمقاطعة صادرات الطاقة الروسية، خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان الهولندي، كما طلب في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأسترالي مساعدة عسكرية إضافية.

وفي كلمة مماثلة أمام البرلمان البلجيكي، قال زيلينسكي: "السلام أعلى قيمة من الألماس والنفط والغاز" الروسي.

الوضع الميداني

وفي الأثناء، واصلت القوات الروسية في الشرق "محاصرتها لمدينة خاركيف وقصفها"، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية التي قالت إنه "باتجاه دونيتسك، يحاول العدو السيطرة على بوباسنا وروبيجني والاستيلاء على ماريوبول".

وفي الشرق أيضا، استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط خاركيف بشوهويف، كما أعلنت السلطات الأوكرانية أن "موسكو تدرس تشكيل سلطات احتلال بأراضينا وإنشاء جمهورية زائفة أخرى في خيرسون".

وأشار تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية إلى أن القوات الروسية لا تزال تسيطر على مواقع في شرق كييف وغربها رغم سحب عدد محدود من الوحدات، لافتا إلى أن قتالا عنيفا يستمر في ماريوبول، إلا أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على وسط المدينة، مضيفا أنه على الرغم من الحديث الروسي عن خفض النشاط العسكري حول تشيرنيهيف فإن قصفا روسيا قويا لا يزال متواصلا.

معنويات متدنية

من ناحية أخرى، اعتبر مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينغ أمس أن مستشاري بوتين "يخشون إخباره بالحقيقة" بشأن استراتيجيته الحربية "الفاشلة" في أوكرانيا، متابعا: "لقد رأينا جنودا روسيين يفتقرون إلى السلاح ومعنوياتهم متدنية ويشعرون بالإحباط ويرفضون تنفيذ الأوامر ويخربون المعدات الخاصة بهم، بل ويُسقطون طائراتهم من طريق الخطأ".

ويكرر فليمينغ بذلك ما أدلى به في اليوم السابق مسؤول كبير في البيت الأبيض لجهة أن بوتين يتلقى معلومات مضللة حول مسار الحرب في أوكرانيا، لأن مستشاريه يخشون إطلاعه على الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدتها روسيا بسبب غزوها جارتها.

وردا على هذه التقارير، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذا "يظهر أنه لا الخارجية الأميركية ولا البنتاغون لديهما معلومات حقيقية حول ما يحدث في الكرملين، ولا يفهمون الرئيس بوتين، ولا يفهمون آلية قراراتنا وأسلوب عملنا"، مضيفا أن بوتين "تسلم آليات مفصلة للانتقال إلى دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل وسنعلن عنها قريبا".

وفي بروكسل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أنه "بحسب استخباراتنا، الوحدات الروسية ليست بصدد الانسحاب بل تعيد تموضعها. وتحاول روسيا إعادة تجميع صفوفها وتعزيز هجومها في منطقة دونباس"، متابعا: "في الوقت نفسه، تواصل روسيا الضغط على كييف ومدن أخرى، لذا يمكننا أن نتوقع هجمات إضافية ستتسبب في معاناة أكثر".

لقاء لافروف - كوليبا

من ناحية أخرى، وضعت الخارجية الروسية شروطا لعقد لقاء بين وزيرها سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا، مشيرة إلى أن موسكو لن ترفض هذا اللقاء، لكن المفاوضات يجب أن تكون موضوعية، وذات مغزى، وأكدت أنه "يجب التوافق على بنود أي اتفاق روسي أوكراني بين مسؤولي البلدين قبل عقد قمة بين الرئيسين فلاديمر بوتين وفولوديمير زيلينسكي".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن إمكانية عقد لقاء روسي - أوكراني جديد على مستويات أرفع خلال أسبوع أو اثنين للتفاوض بشأن الحرب، نافيا أن تكون تركيا في حال أصبحت ضامنا بين الطرفين ستنخرط مباشرة بالحرب في أوكرانيا أو سترسل جنودا إلى هناك.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أمس أن بوتين أبلغه أن الظروف ليست مهيأة لوقف إطلاق النار، مضيفا: "كما أبلغني بوتين أنه من المبكر أن يعقد اجتماعا مع زيلينسكي".

عقوبات بريطانية

وعلى خلفية غزو أوكرانيا، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أمس، فرض 14 عقوبة جديدة ضد جهات "دعائية روسية والإعلام الرسمي"، إضافة الى العقيد ميخاييل ميزينتسيف، رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني، الذي قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه أصبح يُعرف باسم "جزار ماريوبول"، بسبب أفعاله في المدينة الأوكرانية المحاصرة.