على امتداد التاريخ كان هناك من يتنبأ، وهناك نبوءات، ولا يتسع المجال للخوض فيها، ولكنني سأقف اليوم أمام كتاباتٍ كثيرة تناولت ظاهرة البلغارية العمياء (بابا فانغا)، التي ولدت عام 1911 وتوفيت عام 1996، وكانت وهي شابة قد تعرضت بلادها لعاصفةٍ من الأعاصير شديدة العنف حاملة أتربةً مكثفة، فمات على أثرها الكثير من الناس، ولما هدأت الزوابع أخذ الناس يقومون بدفن الموتى، وقد وجدوها جثةً هامدة على الشاطئ فقذفوا بها بين الجثث، وإذا بها تتحرك، فلما استخرجوها وجدوا عينها قد مُسحت تماماً، وكُتبت الحياة لها لتعيش عمياء مع أمها التي كثيراً ما كانت لا تأخذ ما تقوله لها على محمل الجد:

***

Ad

- ولكنني يا أمي أسمع أصواتاً تتحدث إلي.

- ليتك يا ابنتي تستعيذين بالسماء من هذا الذي تسمعين؟

- ولكن يا أمي الأصوات تنبئني عما سيحدث في المستقبل.

- يحدث لك، أم لي؟

- كلا يا أمي ماذا سيحدث للعالم؟!

***

فلم تجد الأم مناصاً من الاستعانة بمن يفسرون لها ما تقوله ابنتها... وتطور الأمر إلى أنهم صاروا يدونون ما تقوله العمياء من النبوءات في صفحات صارت كتباً من كثرة ما قالته من نبوءات، وعلى سبيل المثال:

***

- أحداث 11 من سبتمبر في نيويورك.

- يحكم أميركا رجل من أصول إفريقية - أسود.

- يحكم أميركا رجل بشعرٍ برتقالي وهو عنصري جداً.

- حدوث تسونامي في اليابان عام 2004.

هناك الكثير من الأحداث التي لا أريد الوقوف عندها... ولكن الذي لفت الانتباه إليها، وجعل الناس تقرأ الكتب التي تناولتها عندما وجدوا أنها تنبأت بأنه في عام 2020 سينتشر فيروس يعم الكوكب الأرضي، وسوف يتصدى له العالم أجمع، بعد أن ظهرت آثاره، ومات بسببه الكثير من الناس!

• ثم قرأت لها نبوءات ستحدث في عام 2022 لن أكتبها لأن كل ما فيها مفزع للنفس البشرية، ولكن ممكن أن أذكر ما قالته عن هجوم الجراد المكثف في البلاد الزراعية، فيأكل الأخضر واليابس، وتنبأت كذلك بالاحتباس الحراري الذي سيتسبب في إحداث مجاعات في العالم، وأن الجليد سيذوب في سيبيريا مما سيبعث الروح بفيروسات كانت مجمدة من آلاف السنين، وستكون سريعة الانتشار.

• ثم وجدوا ضمن نبوءاتها ظهور كائنات قادمة من كواكب أخرى، ويختفي إثر ظهورها أناس ممن يعيشون في هذا الكوكب...

ثم تنبأت باختفاء الحروب بالأسلحة الحديدية، إذ ستكون الحروب طبية عن طريق الكيماويات القاتلة.

***

وهناك نبوءات عن تفكك أوروبا وضعف أميركا، وأن عصر التنين الصيني هو الذي سيكون الأقوى في العالم... والحدث في نبوءاتها عن بلدان الشرق الأوسط فيه ما يبشر بالخير الاقتصادي، ولكن هناك الكثير من المنغصات ستحدث فيه... وإسرائيل ستتوسع أكثر فأكثر، ومصر ستكون عرضة لمعارك بسبب الماء:

• إحدى نبوءاتها التي سيكون لها ترحيب عند الناس هو ما تنبأت به عن اكتشاف دواء سوف يقضي على مرض السرطان نهائياً في نهاية عام 2022.

نعم... كذب المنجمون ولو صدفوا... ولكن كيف لنا أن نفسر مثل هذه الظواهر التي لا يقبل بها عقل؟!

د. نجم عبدالكريم