أول العمود:

الرسالة الأهم لمحاضرات رائد التنوير عبدالعزيز حسين التي أقامها الملتقى الكويتي في مركز جابر هي: لماذا تغيب جائزة سنوية باسمه؟

Ad

***

في 20 مارس 2022 رحل عبدالله النيباري، السياسي والاقتصادي واسع الشهرة، وقدر الله أن يكون رحيله في ليلة أقامها المنبر الديموقراطي لتأبين أحد كتبة الدستور د.أحمد الخطيب الحكيم، فيا لها من مصادفة!

لنقرأ الكلمات التالية:

"الأخ الرئيس.. إذا كان قصد الجناة في الاعتداء على شخصي المتواضع هو إسكات صوتي ومنعي من القيام بواجبي في حماية أموال الشعب والدولة فإنني أعاهدكم بأن تلك الرصاصات لن تمنعني ولن تعوقني أبداً من أداء واجبي الذي حلفت اليمين أمامكم في هذا المجلس في أن أؤدي واجبي وأقوم بمسؤولياتي لحماية مصالح أهل الكويت والوقوف في وجه أي اعتداء عليها، سيادة الرئيس، شاكراً لكم وللإخوة الأعضاء مشاعركم الفياضة ولأهلي في الكويت تلك المواقف الرائعة والتي أستمد منها قوة ونشاطاً للاستمرار في أداء واجبي.. أشكركم مرة ثانية.. وفقكم الله جميعاً وألهمكم الحكمة والسداد.. شكراً الأخ الرئيس".

تلك كانت كلمات السياسي البارز عبدالله النيباري في إحدى جلسات مجلس الأمة برئاسة النائب أحمد السعدون، كان ذلك في عام 1997 ، وفي فبراير 2015 تسامى هذا الرجل ضد حادثة اغتياله بالصفح عمن قام بالجريمة واستقبله في ديوانه وسط حضور عدد من السياسيين والوسطاء، ومما قاله النيباري في تلك المناسبة إن عملية الصلح كانت وساطات فقط، موضحا أنه كان فقط يريد معرفة المحرّض الحقيقي وراء عملية الاغتيال التي تعرض لها في 1997 ، وأن الاتصال الذي تلقاه من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كان بمنزلة نصيحة فقط، وأنه قبل بنصيحة الصلح لرفع قيمة التسامح والتراحم بين أفراد البيت الكويتي الواحد، ولم يشعر يوماً بأي حقد ضد من حاول اغتياله. (نقلاً عن "الجريدة" 10 /2 / 2015 )

هذه الأقوال الموثقة في مضابط مجلس الأمة والصحف الكويتية تعكس شخصية الراحل أبي محمد الذي لم نرَ منه إلا إنساناً أحب الكويت وشعبها ودفع من أجلها جسده وإصابة حرمه السيدة الفاضلة والصابرة فريال الفريح.

عبدالله النيباري هو ثاني شخص يتعرض لمحاولة اغتيال بالرصاص بعد النائب الوطني الشجاع حمد الجوعان الذي شلته رصاصات الغدر بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الظالم.

ضحوا من أجلنا.

● مظفر عبدالله