ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن «الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى تضخيم المخاوف من أن العالم يتأرجح مرة أخرى إلى حقبة شبيهة بالحرب الباردة، حيث تتنافس أقوى الدول على الهيمنة»، مشيرة إلى أن «ذلك لا يعني فقط سيطرة روسيا على أوروبا الشرقية، بل أيضاً فرض الصين نفسها على شرق وجنوب شرقي آسيا، خصوصاً تايوان».

قالت الصحيفة، إن «الصين تنظر إلى قضية ضم تايوان على أنها أولوية قصوى»، موضحة أن «ذلك ظهر جلياً خلال المكالمة الهاتفية يوم الجمعة الماضي، بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ، والتي بدا فيها الأخير أكثر قلقاً بشأن مصير تايوان من الحرب في أوكرانيا». وتابعت الصحيفة: «يبدو أن الصين، مثل روسيا، ترى فراغاً بعد انسحاب القوى الغربية من المسرح العالمي، بعد تهميشها بسبب النزاعات الداخلية والحروب الأميركية الفاشلة في العراق وأفغانستان».

Ad

وأضافت: «في الغرب، أقنع انتصار الحرب الباردة الكثيرين بأن نظاماً عالمياً ديموقراطياً جديداً من شأنه أن يحافظ على السلام، من دون أن يدركوا مدى هشاشة ذلك السلام حقاً»، معتبرة أن «الناس نسوا سياسات القوة العظمى».

وتابعت «نيويورك تايمز»: «يرى محللون عسكريون وسياسيون أن فشل روسيا حتى الآن في التغلب على أوكرانيا، واندفاع الغرب لمعاقبتها وعزلها بسبب غزوها، يجب أن يجعل القوى العظمى أو الصاعدة متشكّكة في حدوث توغلات مماثلة».

وكتبت الصحيفة: «استفادت الصين من النظام العالمي السلمي نسبياً في العقود الأخيرة، فقد تحوّلت إلى المنافس الاقتصادي الحقيقي الوحيد للولايات المتحدة، وقد يؤدي غزو تايوان إلى تعطيل هذا النظام وربما عزل الصين عن الاقتصاد العالمي، كما أظهرت تجربة روسيا».

ورأت الصحيفة أن «ما سيحدث في تايوان سيتأثر على الأرجح بما يحدث في أوكرانيا»، مشيرة إلى أنه «إذا نجحت روسيا في تجاوز أوكرانيا، فإنها تزيد من الخطر على تايوان، وإذا تراجعت روسيا في نهاية المطاف، أو عانت من عواقب دائمة ومدمرة، فقد يكون ذلك بشرى سارة للجزيرة الآسيوية».

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: «إن الصين لديها الوقت إذ أرادت غزو تايوان، حيث يمكنها بناء جيشها، وعزل اقتصادها عن العقوبات المحتملة، ودراسة أخطاء روسيا في أوكرانيا».

من ناحيتها، نشرت صحيفة «​غلوبال تايمز​« الحكومية الصينية الناطقة بالإنكليزية مقالاً للخبير العسكري ​الصيني سونغ تشونغ بينغ، أشار فيه إلى أن «الدول الغربية تحاول اتهام الصين بتزويد ​روسيا​ بالأسلحة من أجل المساومة على حيادها في هذا الصراع».

وشدد سونغ على عدم وجود ضرورة لتقديم بلاده المساعدة العسكرية لروسيا، «لأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ليست حرباً واسعة النطاق ولا تستطيع موسكو شنّها بمفردها».

وأضاف: «وفقًا لما رأيناه حتى الآن، يمكن للمجمع الصناعي العسكري الروسي أن يزوّد جيشه بكل ما هو ضروري، إضافة إلى أنه لا يزال الاتحاد الروسي يمد شركاءه بالسلاح، فلماذا يحتاج إلى الإمدادات العسكرية من الآخرين؟».