التعلم من الأخطاء هو التعلم الحقيقي الذي يجعل الإنسان يصل إلى أهدافه ومآربه، حتى أن الطموح لا يتحقق بالسهولة المتوقعة، فلا بد من التجربة والاستمرار، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، ونحن البشر خطاؤون كثيراً، فقد خلقنا هكذا غير معصومين، حتى أحياناً نعلم أن هذا الأمر خطأ وخطير لكننا نحب التجربة والانجراف وراء ما نريد دون خوف أو تردد، ولو أدى إلى السقوط، وسرعان ما ننهض ونستفيد من هذه الأخطاء ونتعلم منها دروس الحياة.

وأنا شخصياً دائما ما أعيد النظر في حياتي، وما فيها من أشخاص، وأقف عند مدى نفعهم ومضرتهم وطاقاتهم وتأثيرها على حياتي، فالإنسان حقاً يصل إلى عمر معين تكون اختياراته صعبة جداً، ويكون بقاؤه أصعب مع الأشخاص، إلا من يدخلون فؤاده وعقله في وقت واحد، وبقدر ما نخطئ نصيب وبقدر ما نثق نخذل، فلا أحد يخلو من المشاكل أو المزاج المتغير أو الصعاب التي تواجه الجميع.

Ad

والحالات التي نمر بها ونحتاج بسببها إلى الفضفضة للأصدقاء المخلصين فقط كثيرة، فإياكم والمتذمرين فهم المنفر الأول، وأنا شخصياً لست بحاجة لهذا النوع أبداً، فالنفس لا تحتمل الضغوط من بعض البشر السلبيين والمتشائمين والجاحدين، الذين يعتقدون أنهم الصائبون دائماً وهم لا يفقهون حتى أنفسهم، لا سيما في هذه الأيام الصعبة والظروف التي يمر بها العالم أجمع من أمراض وحروب ومآس لا تنتهي.

ولكن في نهاية المطاف ينتصر حب الذات ولا بأس به، أما الأنانية والغرور فهما مرض بالطبع، فلنقنع بما نملك من نعم الله التي لا تحصى، ولنرض بالحال، فالسعادة نسبية، ووحدةٌ مطمئنة خير من كثرة متوترة.

● بشاير يعقوب الحمادي