دعاني صديق لزيارته في منزله، وبعد السلام واحتساء الشاي والقهوة انطلقت رحلة الأحاديث الممتعة مع «بوسعود»، كان حديثنا بداية اللقاء في حديقة منزله الجميلة، ليعرض بعدها عليّ استكمال حديثنا في الركن الخاص به في المنزل، وهو بمنزلة مملكة خاصة، ولكن ما استوقفني هناك كان لائحة بنود مكتوبة ومعلقة لدخول هذا الركن، سأنقلها لكم كانت هي عليه:

1- أعتذر عن قبول أي إنسان سلبي أو متشائم.

Ad

2- الاحترام هو أساس كل العلاقات وضمان استمرارها.

3- الاختلاف في الرأي يجب ألا يتحول إلى خلاف وقطيعة.

4- الإقناع يحتاج إلى نقاش مبني على حجج وبراهين ولا يمكن أن يتحقق بعلو الصوت.

5 - أبحث هنا عن البساطة والتلقائية، ولا أرغب في أي شخص يبحث عن التكلف والتعقيد.

6- لا مكان للعنصرية بكل أشكالها، فأنا أرفضها تماماً.

7- الصراحة مطلوبة والوقاحة مرفوضة.

8- حديثنا هنا عام وبعيد عن النميمة أو الغيبة.

9- المبالغة والكذب بالإضافة إلى التكبر مرفوض رفضاً باتاً.

10- كل إنسان حر بفكره وقناعاته، وحدود حريته عدم الإضرار بغيره.

بصراحة بعد نقل الدستور الخاص «لأبوسعود» لن أعلق كثيراً في هذا المقال، فوحدها البنود المذكورة تحمل قواعد صلبة وأسسا متينة لسلوكيات الأخلاق. كما اتفق الكثير أن الأخلاق شكل من أشكال الوعي لدى الفرد، ومتى ما تم تعزيز هذا الشكل بهذه القيمة يتحقق العدل والحرية والمساواة بين الشعوب وعلى مستوى الأفراد، لأن الأخلاق بوابة العبور لقلوبنا، ودستور «بوسعود» يختصر الكثير من التعبير في هذا الجانب لذلك يجب أن يغرس في قلوبنا ويعلق في كل مجالسنا.

وأخيراً أرجو أن يكون دستور «بوسعود» ضمن سلوكيات التعامل في مجلسنا الكبير، مجلس الأمة الذي يسع الجميع، وهنيئاً لمن صاغ لنفسه هذا الدستور وآمن به، ففي نهاية المطاف يبقى «المرء على دين خليله» ويبقى الناس على دين دساتيرهم.

ناصر الجعفري