أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، أمس الأول، محاضرة بعنوان "شعر عبدالله العتيبي نظرات في التوازي والتناص"، للشاعر

د. سالم خدادة، وأدارتها هاجر المطيري، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.

Ad

في البداية، أعطت المطيري مقتطفات من سيرة المحاضر د. خدادة وإنتاجه الأدبي من دراسات ودواوين شعرية، لافتة إلى أنه من سيرته الذاتية يتضح اهتمامه الجلي بالأدب الكويتي خاصة.

وبينت أنه "في المحاضرة سنقرأ شعر العتيبي، لكن بنظرة نقدية وأدبية مع

د. خدادة للحديث عن التناص والتوازي في شعره".

احتفاء واحتفال

من جانبه، قال خدادة إن هذه الأمسية هي احتفاء بالدكتور عبدالله العتيبي، رحمه الله، ذلك الشاعر الذي يتكرر ذكره وتزيد محبته في شهر فبراير، لما كتب وما يتردد من قصائد في هذه الفترة.

وأضاف خدادة: "أود أن أذكر شيئا يتعلق بي شخصيا. لقد كنت أكتب في أواخر السبعينيات، ونشرت نصوصا في مجلة البيان، ثم جئت إلى رابطة الأدباء. كنت مدرسا في وزارة التربية، وعندما زرت الرابطة استقبلني عبدالله العتيبي، وأسمعته بعض نصوصي، ففاجأني، وقال لي أنت معنا في الموسم الختامي".

ولفت إلى أن الموسم الختامي للرابطة لم يكن موسما عاديا، وأنه لم يواجه الجمهور، لكن العتيبي دفعه، وكانت أول تجربة، وكان له فضل كبير فيها.

وأشار خدادة إلى أن العتيبي كتب عنه الكثير، ومنها في أعداد خاصة بمجلة البيان، أو الكتاب التذكاري لجامعة الكويت، وهي بحوث كثيرة، وأيضا كتب عنه د. توفيق الفيل في كتاب صادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، وكتاب أصدرته رابطة الأدباء الكويتيين وغيرها، لافتا إلى أن كل هذه الكتب تحكي سيرة الشاعر العتيبي الغنية التي كان ينتقل فيها بين الإبداع وقراءة الشعر، فقد كان يبدع الشعر، وبنفس الوقت يقرأ قراءة نقدية، سواء كان الشعر الفصيح في رسائل الدكتوراه والماجستير، شعر السلم والحرب، وأيضا في قراءته لمقدمات دواوين زميليه يعقوب السبيعي وعلي السبتي، ومن ثم قراءته في الشعر الشعبي أيضا.

وأكد أن جهود العتيبي كبيرة، وسيرته عطرة، وهي موثقة في مثل هذه المصادر.

التوازي

وتابع د. خدادة: "يُعد التوازي مصطلحا جديدا بالنسبة لبعض النقاد في الشرق العربي، لكن بالنسبة للمغرب ليس جديدا، لأن النقاد المغاربة استخدموه منذ أكثر من ثلاثين سنة ربما، فهو مصطلح أخذ من المجال الهندسي أساسا، لأن هناك بعض العلوم في النظريات الحديثة تستفيد من الرياضيات والهندسة وغيرها. والتوازي مأخوذ في الواقع من المجال الهندسي أساسا، ونقل إلى الأدب، والشعر العربي هو شعر التوازي بامتياز، وهذا ما يقوله د. محمد مفتاح وغيره، فالنظام الموجود بالموسيقى الشعرية العربية في القافية قضية توازٍ بالفعل، لكن حينما نتكلم عن التوازي الآن، فأنا أتكلم عن التوازي الذي يحدث بين الجُمل الشعرية في الشعر العربي خارج الوزن والقافية، لأن تقسيم التشكيل الشعري أحيانا يكون به أسرار في الواقع، وليس تكرارا خالصا، فالتوازي تكرار خاص أحيانا".

وأعطى خدادة أمثلة بسيطة على التوازي، فقال: "لو أخذنا هذا البيت لعبدالله العتيبي: فتلك بلقيس والدنيا تحيط بها/ وذاك ذو يزن في ركبه الظفرُ"، لافتا إلى أن "هذا البيت من يراه لا يرى التكرار المعتاد، لكننا عندما ننظر نجد جملة اسمية، ثم نأتي بجملة حالية، والشطر الثاني جملة اسمية وجملة حالية في نفس الوقت. هذا نظام غير واضح لمن يقرأون بشكل مباشر".

التشكيل الجمالي

وأوضح د. خدادة أن التوازي يمتاز بالتكرار أحيانا، والمقصود هنا التكرار المباشر، فالكلمة نفسها تكرار، لأن التوازي داخل هذا السياق، وذلك يستدعي التشكيل الجمالي للبيت الشعري، وقد يتسع التكرار المباشر مع وجود التوازي في بعض نصوصه.

وفيما يتعلق بالتناص، ذكر د. خدادة أنه "مصطلح نقدي حديث، فهو التداخل أو التعالق بين النصوص، سواء كان التعالق بين نص الشاعر نفسه، أو تعالقه مع نصوص أخرى، لأن الشاعر نفسه أحيانا وهو يكتب قصائده دون ذاكرة يقول أشياء قالها من قبل في نصوص أخرى، وهذه تحتاج إلى متابعة جيدة، فنحن هنا نتحدث عن التناص الداخلي عند عبدالله العتيبي"، لافتا إلى أنه سيذكر مثالا صغيرا عليه، فله قصيدتان، ويبدو أنهما كتبتا في وقت متقارب؛ قصيدة اسمها "بائع الوهم"، والقصيدة الثانية بعنوان: "نداءات إلى قلب المهاجر".

فرعي