تزرع الانتخابات المزورة وتزيّف إرادة الناس وتعتبرها كأن لم تكن، تجنّس عشوائياً وسياسياً من لا يستحق لتضرب بهم من يستحق وتتسلى بمعاركهم، تحل المجلس بدون سبب، وتتحالف مع الإسلاميين والحزبيين وتفتح لهم خزائن الدولة وأوقافها وتستقوي بهم لضرب القوى الوطنية واليسارية، تغض الطرف عن شراء الأصوات والفرعيات ثم تتحالف وتستخدم مخرجاتها، تفتح باب المعاملات والخدمات ليصبح الخط السريع لتمثيل الأمة، تسهل الحصول على الشهادات المزيفة والمغشوشة من أرخص جامعات الأرض والكواكب القريبة، توزع الكوادر والمكافآت والهبات فتميز بإجحاف بين موظفي ذات الحكومة، تترك القضية الإسكانية تتفاقم لتكون هاجس كل أسرة فتثقل أنفس الناس بعد أن صار سعر البيت "أخو الزاوية" في الكويت أغلى من سعر قصر في بيفرلي هيلز، تسمح لمراكز تجنيد الأطفال والمراهقين تنتشر في المناطق السكنية بغطاء رسمي، تتراخى عن ملاحقة متهمي السرقات والاختلاسات الكبرى حتى أصبحت تمر علينا كحوادث المرور المقيدة ضد مجهول، تفسد الإدارة العامة وتترهل أجهزة الدولة بلا خطة أو رؤية مستقبلية لتضيع مصالح الناس في دهاليزها ومواعيدها الطويلة، تتساهل في تطبيق القوانين ليعتاد الناس غيابها وتفقد قوتها وهيبتها وحكمة وجودها، تخرب الرياضة وتجعل أعزة أهلها أذلة لتصبح في ذيل القائمة، تستخدم سياسة "فرّق تسد" لتدير بلداً ما كان يحتاج لإدارته ونهضته إلا للحكمة والكفاءة، فمن الطبيعي أن تحصد ما تعيشه الآن، ورغم أن هذا الدرس كان من أوائل الدروس في أولى ابتدائي، فإن الواضح أنه لم ينجح أحد.

Ad

● فهد البسام