بينما تلوذ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالصمت حيال أي تفاصيل تتعلق بانقطاع الكابل البحري الدولي "فالكون" التابع لشركة "جي سي إكس" خارج المياه الإقليمية الكويتية منذ 20 الجاري، تشهد خدمات الإنترنت في البلاد تأثرا بارزا بالانقطاع، وإن بنسب متباينة بين جهة وأخرى، لا سيما بين بعض الجهات الحكومية والتعليمية التي تعاني تداعيات هذا الانقطاع الذي أدى إلى تعطل وضعف بعض الدوائر الدولية العاملة على الكابل والمستخدمة من قبل الشركات ومزودي ومقدمي خدمات الإنترنت في البلاد.

وبخلاف بيانها الإلكتروني قبل أيام، لجهة اعلانها انها تتابع مع شركة "جي سي إكس" الوضع أولا بأول، لمعرفة ما يتم اتخاذه من إجراءات من قبل الشركة لإصلاح القطع والمدة المطلوبة للانتهاء من هذه الإجراءات، رفضت هيئة الاتصالات أي تصريح يتعلق بتطورات هذا الملف، في وقت تعاني الجهات الحكومية تلك الازمة التي لم يتضح بعد موعد انتهائها.

Ad

«التربية» والجامعة

التجلي الأبرز لتداعيات انقطاع الكابل تمثل في القطاع التعليمي الثانوي والجامعي، إذ أكدت مصادر وزارة التربية أنها تأخرت في رفع نتائج طلاب الصف الثاني عشر على "السيرفر"، وذلك نتيجة بطء خدمات الانترنت، موضحة أن النتائج كانت جاهزة، وتمت مراجعتها عصر الثلاثاء الماضي، وكان يفترض رفعها على الموقع الرسمي للوزارة إلا أن ضعف "الانترنت" تسبب في تعطيل هذه المهمة، لاسيما أن النتائج لابد أن ترفع على السحابة الالكترونية الخاصة بالوزارة والتي تتطلب وجود اتصال "انترنت" سريع لتحميل بيانات الطلبة على هذه السحابة.

وفي وقت أشارت "التربية" الى عدم تأثر بعض خدماتها الالكترونية الاخرى التي تنفذ من خلال برنامج النظم المتكاملة والتي تسير بشكل شبه طبيعي مع وجود بطء في هذه الخدمات، نتيجة الاعتماد على خدمات الانترنت الارضية، أو قيام الجهات المختصة بتوفير خدمات الانترنت من طريق اخر غير "الكابل البحري"، شهدت جامعة الكويت تعطلا كاملا في أنظمتها الالكترونية المرتبطة بإنجاز معاملات الأساتذة والموظفين والطلبة، الامر الذي أدى الى تعطل عدد من الخدمات من أهمها عملية قبول الطلبة للفصل الدراسي الثاني، وتسجيل اختبار القدرات وكذلك رصد الدرجات ومكافأة الطلبة.

ولم يتمكن الطلبة من التسجيل لاختبار القدرات الاكاديمية، والتي ينتهي موعدها اليوم ما حمل الجامعة على تمديد التسجيل حتى نهاية يناير الجاري، كما يعكف مركز التقييم والقياس في الجامعة على تمديد فترة التسجيل الى حين رجوع الانترنت، وإعطاء أيام تعويضية للتسجيل.

ولم يكن الحظ حليف الطلبة المقبولين للفصل الدراسي الثاني بتصديق القبول الالكتروني نظرا لوصول الخلل الى نظام الدفع الالكتروني في جامعة الكويت، فيما يواجه الأساتذة صعوبة في ادخال الدرجات في النظام الجامعي بسبب توقف النظام منذ بداية الأسبوع الحالي، الامر الذي أخر معرفة الطلبة لدرجاتهم ليتمكنوا من تسجيل المقررات للفصل الدراسي الثاني.

وتشير مصادر جامعية الى ان استمرار انقطاع الانترنت الى ما بعد نهاية الشهر الجاري قد يتسبب في تأخر صرف المكافأة الاجتماعية للطلبة بسبب صعوبة انجاز أسماء الطلبة المستحقين للمكافأة كونها مرتبطة بنظام الجامعة، كما أدى انقطاع الانترنت الى عدم تمكن الموظفين من ادخال إجازاتهم الدورية والحضور والانصراف، وكذلك التقييم السنوي للموظفين.

بدورها، أعلنت الهيئة العامة للقوى العاملة، توقف جميع خدماتها الآلية التي تقدمها عبر موقعها الإلكتروني مدة 4 ساعات عقب انتهاء الدوام الرسمي اليوم، لإنجاز عملية نقل خدمات الاتصال الإلكترونية، مشيرة إلى أن توقف الخدمة يبدأ في الثانية بعد الظهر، على أن تعاود عملها في السادسة مساء.

من جهتها، أكدت مديرة إدارة نظم المعلومات، مديرة إدارة الشؤون الإدارية بالتكليف في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، هنادي المبيلش، لـ»الجريدة» أن الخدمات الآلية التي تقدمها الهيئة لمنتسبيها لم تتأثر جراء القطع، مشيرة إلى احتمالية وجود بطء بسيط في سرعة الإنترنت دون قطع للخدمة، مطمئنة الجميع بأن «الأمور تسير على ما يرام».

أما على صعيد وزارة الشؤون الاجتماعية فأكدت مصادر عدم تأثر خدمات الوزارة الآلية، سواء الخاصة بالربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، أو الداخلية المتعلقة بالتراسل الإلكتروني بين الإدارات والقطاعات.

إلى ذلك، لم تتأثر شبكة الإنترنت في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في حادث تعرض الكابل البحري الدولي «فالكون» التابع لشركة (جي سي إكس GCX) لقطع خارج المياه الإقليمية، حيث تعمل أجهزة الوزارة في عمليات الإرسال والاستقبال الرسائل الرسمية دون أي مشاكل تذكر.

وأشارت مصادر في «الأشغال العامة» أنه لا يوجد لديها مشاكل كذلك في شبكة الإنترنت الموجودة في الوزارة، حيث تعمل الشبكة بشكل طبيعي دون أي شكوى وردت من الموظفين العاملين في جميع القطاعات.

بطء في «البلدية»

وعن تأثر الخدمات الإلكترونية في البلدية، أكد مدير مركز نظم المعلومات في بلدية الكويت، طارق المديني، عدم تأثر خدمات البلدية الداخلية جراء قطع الكابل البحري للشبكة العنكبوتية، قائلاً إنه رغم وجود بطء فإن الخدمات لم تنقطع ومازالت تعمل بشكل ممتاز، مضيفاً أن البلدية تعمل على تطوير السيرفرات الخاصة بها، لضمان عدم فقد البيانات في حال وجود انقطاعات خارجة عن إرادتها.

وفيما يتعلق ببطء النظام، ذكر المديني أن البطء غالباً متعلق بكم البيانات المتبادلة في أنظمة البلدية والربط مع الجهات الحكومية، لكنه نادر الحدوث، ولا يأخذ وقتاً طويلاً، مؤكداً أن فرق نظم المعلومات تختبر الأنظمة بشكل يومي حتى تتأكد من جاهزيتها ومراقبة الخلل قبل حدوثه.

منظومة «الديرة»

وفي السياق، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة في وزارة التعليم العالي، أن منظومة الديرة الإلكترونية لا توجد بها أي مشاكل فنية في المعاملات الإلكترونية، مشيرا إلى أن المنظومة تشمل كلا من: تقديم طلبات معادلة الشهادات، والمكافأة الاجتماعية، وضم الطالب للبعثة، والنظام الأكاديمي، وتغيير التخصص، وتغيير معهد اللغة، والطابع الإلكتروني، وانسحاب من البعثة، وتمديد البعثة، وكتاب لمن يهمه الأمر، وغيرها من الخدمات.

وأشارت المصادر إلى أن منصة «متى» لحجز مواعيد مراجعة وزارة التعليم العالي تسير بكل يسر، وفقاً للحجوزات، ويتم العمل بها، ولا توجد أي مشكلة صادفت المراجعين حولها.

من جانبها، أعلنت مديرة مركز التقييم والقياس في جامعة الكويت، رواء الجارالله، في تصريح لـ«الجريدة»، تمديد فترة التسجيل لاختبارات القدرات الأكاديمية حتى يوم 31 الجاري، بسبب الخلل الفني الذي يعانيه نظام التسجيل الخاص بها.

التعليم عن بُعد

وذكر مدير مركز تقنية المعلومات الحاسب الآلي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب علي حسين، أن الهيئة لم تشهد أي مشاكل فنية خلال المراسلات والمعاملات الإلكترونية، مشيرا إلى أنها استقبلت طلبات الالتحاق وتسجيل المقررات الدراسية مؤخرا دون أي عوائق تذكر، وكانت تسير على ما يرام.

وأشار حسين لـ«الجريدة»، إلى أن الهيئة لم تشهد أي تعطيل لنظام حجز المواعيد لاستقبال المراجعين فيها، تطبيقاً لنظام الاشتراطات الصحية لجائحة «كورونا»، موضحا أن دراسة الطلبة في المقررات الدراسية عبر التعليم عن بُعد لم تشهد أي مشاكل خلال الفترة الماضية.

● فهد الرمضان وجورج عاطف وسيد القصاص ومحمد جاسم وفيصل متعب وحمد العبدلي