أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، التي ألمحت للمرة الأولى أمس الأول الى استعدادها للجلوس على طاولة واحدة مع الأميركيين «إذا اقتضت الحاجة»، وهو ما كان حرمه سابقا المرشد الأعلى علي خامنئي.

إلا أن هذه الأجواء التي يمكن وصفها بأنها ايجابية بين طهران وواشنطن سرعان ما تبددت على يد حلفاء واشنطن الأوروبيين وسط همس إيراني بأن الأوروبيين يتخوفون من أن يجري تهميشهم في حال جرت مفاوضات مباشرة، علما أنهم كانوا أكبر المتضررين من العقوبات التي فرضها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.

Ad

فقد حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أمس، من أن المفاوضات التي تجري بطريقة غير مباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا من خلال «مجموعة 4+1»، بدأت تصل إلى مأزق خطير، وقالت أمام البرلمان: «على إيران أن تختار الآن ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي. ولو انهار الاتفاق فستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة». كما حذر وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان من أن محادثات فيينا لا تحرز تقدما، تزامنا مع استبعاد «مصدر غربي مطلع» احتمال انعقاد حوار أميركي - إيراني.

جاء ذلك، بينما أظهر تقرير أميركي أن الخلافات داخل فريق التفاوض الأميركي في فيينا قد تكون أكبر مما كان متوقعاً.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مقربة من الفريق انه بعد رحيل ريتشارد نيفو، نائب الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، انسحب اثنان آخران من فريق التفاوض، احتجاجا على «مواقف مالي لاسترضاء إيران».

وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن المصادر نفسها، أن من بين الخلافات بين أعضاء الفريق تباينا حول تعليق أو استئناف المحادثات في أوائل سبتمبر الماضي، عندما عاد فريق التفاوض الإيراني الجديد إلى فيينا وتخلى عن نتائج الجولات الست السابقة من المحادثات التي خاضتها حكومة الرئيس الوسطي حسن روحاني.

وكانت كيفية فرض العقوبات المشددة، بما في ذلك إذا كان يجب أن تشمل الصين، وما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة إدانة إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي، نقطة خلاف أخرى داخل الفريق الأميركي.

وأشارت «وول ستريت»، في تقريرها، إلى أن الاختلافات ليست كلها على مستوى فريق روبرت مالي، وأن بعض القرارات المتعلقة بإيران، التي لا يرضى عنها الرأي العام الأميركي، قد اتخذت على أعلى مستويات إدارة بايدن، مبينة أن الكشف عن الخلافات الداخلية داخل فريق التفاوض الأميركي من شأنه أن ينشر المخاوف من أن حكومة بايدن لم تكن صارمة بما فيه الكفاية مع الإيرانيين.

لكن الخلافات لا تقتصر فقط على الطرف الاميركي على ما يبدو، ففي طهران شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على أن «التواصل مع الوفد الأميركي في فيينا يجرى عبر كتابات غير رسمية، ولم تكن هناك حاجة لأكثر من ذلك»، مؤكدا أن «هذه الطريقة في التواصل ستستبدل بطرق بديلة فقط عندما يكون الاتفاق الجيد في المتناول».

طهران - فرزاد قاسمي