ينفخ قاضي بن وهاب صدره افتخاراً ويبتسم تباهياً وهو يقف في مدينة تمبكتو في مالي مع عصابته التي تضمّ العشرات من أولاد المدينة، الذين يتولون مطاردة القطط واصطيادها بعد حلول الظلام.

يحافظ قاضي ورفقاؤه وصبيان تمبكتو على هذا التقليد القديم في المدينة، ويتحولون عند هبوط الليل صيادين متمرسين وأقوياء، يمسكون بالقطط وينحرونها ويطبخونها ويأكلونها. وبعد ذلك، يرمي أفراد الفرقة جلد الحيوان المنحور على الأسلاك الكهربائية. ويعتبر سكان تمبكتو أن الجلود المتدلية بالعشرات من الأسلاك تشكّل جزءاً من ديكور مدينتهم.

Ad

ويقف قاضي وسط ساحة رملية صغيرة في منطقة ساراكينا، ويشير إلى أحد الجلود المعلّقة قائلاً "أنا مَن قتل هذا قبل بضعة أيام"، منصّباً نفسه "أفضل صياد في الحي" وقائد عصابة بحكم الأمر الواقع.

وبمجرد القبض على القط، يتم قتله وسلخه. يربط الأولاد الجلد بخصرهم وينتقلون من منزل إلى منزل في حيّهم وهم يرقصون ويغنون الـ"كونغوتو كونغوتو"، وهو من الطقوس الأساسية في المناسبة. أما البالغون الذين يستقبلونهم، مستمتعين بعرضهم، فيتبرعون لهم بالتوابل والأواني لطهي القطط.