بعد ساعات من تغيير قيادته ومنح القيادة الجديدة صلاحيات كاملة، أمر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر بوضع قوات «سرايا السلام» العسكرية التابعة له، على أهبة الاستعداد لـ«مواجهة الإرهاب وردع أي خطر محتمل»، في وقت شنت السلطات الأمنية العراقية عملية عسكرية في ديالى التي شهدت هجوماً دامياً ضد الجيش، كما شددت إجراءاتها على السجون والحدود العراقية السورية، بسبب المعارك في منطقة الحسكة السورية بين تنظيم «داعش» والقوات الكردية. وكتب الصدر، في تغريدة ليل السبت- الأحد، «العدو الإرهابي يُشيع بأنه قادم فإذا أنتم قادمون فنحن قادرون، لكن المشكلة الأكبر هو ما يقوم به البعض من تضخيم الأمر ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أواسط الشعب العراقي فيكون بنظرهم حامي الأرض والعرض».

وقال: «كلا، إننا كمجاهدين ومقاومين لا نمن على أحد بمقاومتنا ولا بجهادنا. بل الشكر كل الشكر لله سبحانه وتعالى أن وفقنا لذلك، والشكر موصول للشعب العراقي العظيم الذي ارتضي بنا أن نكون من المدافعين عنه».

Ad

وأضاف الصدر: «عموماً فنحن على أتم الاستعداد والتأهب وعلى سرايا السلام أن تكون على أهبة الاستعداد جنباً إلى جنب مع القوات الأمنية لردع أي خطر محتمل، وعلى الحكومة تعزيز قدرات الجيش العراقي الذي يقع على عاتقه حماية العراق والشعب وأن لا يقصر في ذلك».

وتابع: «لكن لا يجب أن تكون مثل هذه الأخبار مثبطة لعزيمة المجاهدين ولا للشعب الصابر الحبيب ولا للمصلحين بإتمام حكومة الأغلبية الوطنية فلعلها حجج من أجل العودة إلى نقطة الصفر».

بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ما يتم تداوله عن إمكانية عودة تنظيم داعش بمهاجمة مدن عراقية بأنه «سياسة تهويل دعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد، فقد كانت أحداث 2014 درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيداً».

وكتب الحلبوسي، في منشور على»تويتر» أمس، «داعش لن يعود، وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله، فلا مكان ولا مأوى لهم في عراقٍ سيد آمن مقتدر مزدهر».

وكانت «كتائب حزب الله ـ العراق» اتهمت الحلبوسي دون أن تسميه أمس الأول بدعم «داعش» وتأسيس جيش من المرتزقة وإدخال مسلحين إلى بغداد.

وفي وقت سابق، شدد مصدر مطلع في الكتلة الصدرية على أن التحالفات الاستراتيجية مع الشركاء السنّة والأكراد قادرة على الظفر بالرئاسات الثلاث وتمريرها بأريحية، مشيراً إلى أن الإعلان عن الحكومة الجديدة سيكون قريباً في حال التوافق على مرشح رئاسة الجمهورية.

وقال المصدر، لوكالة «شفق»، إن «الكتلة الصدرية وشركاءها يمتلكون العدد المطلوب من الأصوات اللازمة لتشكيل الحكومة، والحراك السياسي يمضي على قدم وساق وبمجرد توافق القوى الكردية على مرشحها للرئاسة سنقترب جداً من طرح المرشح لرئاسة الحكومة»، مشيراً إلى أن «هناك أطرافاً سياسية تلعب دور الوسيط لإعادة إحياء البيت الشيعي، لكن ذلك لن يتأتى ما لم تؤمن جميع القوى السياسية المنضوية به بالبرنامج الحكومي الذي تسعى لتطبيقه لإحداث ثورة تشريعية تضمن تفعيل المشاريع الخدمية والاستثمارية التي تحقق مصالح العراقيين حصراً، فضلاً عن النهوض بالجوانب الاقتصادية والصحية، إذ إن الدورات النيابية السابقة كانت شبه معطلة لمشاريع تلك القوانين».

وبعد يوم من إقرار المكتب السياسي أن مرشحه الوحيد لمنصب رئاسة الجمهورية هو برهم صالح، عقد المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافيل طالباني اجتماعاً مغلقاً في محافظة السليمانية، أمس، للمصادقة على هذا القرار.

في المقابل، قال عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني مهدي عبدالكريم إنه "من المؤمل خلال الأسبوع المقبل حسم مرشح رئاسة الجمهورية والمجيء به إلى بغداد"، مبيناً أن "الحزبين لديهما مدة إلى 9/2 للاتفاق".

وأوضح أن "الأسماء المطروحة من قبل الاتحاد الوطني برهم صالح ولطيف رشيد، أما من الحزب الديموقراطي فمرشحه هوشيار زيباري، فضلاً عن أسماء أخرى من المستقلين".

من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أن القوات العراقية تبذل أقصى الجهود في ملاحقة فلول الإرهاب وتدمير حواضنه.

وقال الكاظمي، خلال استقباله سفير تركيا علي رضا كوناي، إن ملاحقة داعش "ستدعم الاستقرار الإقليمي، وتفتح المجال أمام التنمية المستدامة لشعوب المنطقة".

من جانبه، أكد السفير التركي مساندة الرئيس رجب طيب إردوغان لجهود العراق في حربه على الإرهاب وتعزيز الخطوات الدبلوماسية والإصلاحية التي اعتمدتها حكومة الكاظمي.

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون في المجالات المختلفة، وعلى رأسها الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري والتعاون في المجال الأمني، والتأكيد على منع الجماعات الإرهابية من تهديد أمن العراق واستقرار المنطقة.