ظلت المعنويات في سوق النفط إيجابية مع بداية 2022، وسط توقعات بارتفاع الطلب مقروناً بتناقص الإمدادات لدى بعض المنتجين الرئيسيين في كل أنحاء العالم.

وحسب تقرير صادر عن "كامكو إنفست"، أدى تراجع درجة المخاطر المرتبطة بسلالة "أوميكرون" المتحورة إلى تعزيز المعنويات الإيجابية، حيث ظلت أسعار النفط حول مستوى 90 دولارا للبرميل. وتشير عدة تقديرات الآن إلى وصول أسعار النفط إلى رقم من 3 خانات هذا العام، حيث يكافح العرض لمواجهة الطلب المتزايد الناتج عن سنوات عديدة من نقص الاستثمارات إلى جانب إعادة تقييم الإمدادات، ليس فقط من جهة مجموعة "أوبك"، بل أيضاً للمنتجين من خارج "أوبك" في كل أنحاء العالم.

Ad

كما كان الارتفاع الأخير الذي شهدته أسعار النفط الخام مدعوماً بارتفاع الطلب على المنتجات المكررة. وساهمت برودة الطقس في شمال شرق الولايات المتحدة في تعزيز الطلب على الديزل كوقود للتدفئة في وقت كان فيه الطلب من قطاع النقل البري يشهد أيضاً ارتفاعاً.

وارتفعت أسعار البنزين أيضاً في كل أنحاء العالم بسبب زيادة التنقل. ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في ارتفاع الأسعار، توافر عدد محدود من حصص إمدادات المصدرين الصينيين، والتوجه لاستبدال الغاز الطبيعي بالديزل لتوليد زيت التدفئة والكهرباء، وانتعاش السلع على نطاق أوسع في كل أنحاء العالم، فضلاً عن الطلب غير المستغل في العديد من أسواق النفط النهائية مثل وقود الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، اتخذ الدولار الأميركي اتجاهاً هبوطياً بصفة عامة مقابل سلة من العملات الرئيسية، بعد أن بلغ ذروته في نوفمبر 2021.

وأشارت أحدث البيانات الخاصة بكوفيد-19 إلى أن سلالة "أوميكرون" المتحورة تشير إلى تحول الفيروس إلى مرحلة مستوطنة، لأنه على الرغم من تزايد عدد الحالات، فإن الوضع الحالي يمكن التحكم فيه أكثر من السلالات السابقة من "كورونا".

وأظهرت الإعلانات الأخيرة من العديد من الشركات في أوروبا تخفيض القيود وفتح المكاتب لاستقبال المزيد من الموظفين.

ولاحظنا موقفاً مماثلاً في الولايات المتحدة رغم أن مشكلة السفر مع الصين لم يتم حلها بعد، ولأنها تتعلق بالبروتوكولات أكثر من حالات كوفيد -19، كما تم إعطاء نحو 10 مليارات جرعة لقاح على مستوى العالم.

وعلى صعيد إمدادات النفط، تم الإبلاغ عن اضطرابات الإنتاج في العديد من الدول بما في ذلك ليبيا والإكوادور، بينما أدت الاضطرابات في كازاخستان إلى مخاوف من تعطل الإمدادات.

وذكرت روسيا أيضاً أن استعادة الإنتاج بعد تخفيضات "أوبك" وحلفائها لن يكون من السهل تنفيذه بسبب التحديات التقنية ونقص الاستثمار في إنتاج النفط على مدى السنوات القليلة الماضية من تخمة إمدادات النفط.