وقع اختيار الفنانة سهيلة العطية على قصاصات النسيج، وأصبح لديها شغف بإعادة تدويرها، وشاركت في أكثر من 100 معرض محلي وخارجي منذ 2006، ونالت شهادة مدرب معتمد في مجال الفنون والحرف البدوية، وقامت بإعداد كتاب «فنون النسيج وكيف تنتج عملا فنيا من بقايا الأنسجة»، وستقيم معرضا شخصيا اليوم لأعمالها بعنوان «كشتبان» في غاليري «ذي هب»، ويستمر حتى 24 يناير.

وأضافت العطية أن الحرفي يعمل بيديه والمهني بعقله، والفنان يعمل بقلبه وعقله ويديه، لافتة إلى أنها أقامت معرضين شخصيين، وكشتبان 2 هو المعرض الثالث، ويحتوي على تجاربها الشخصية في توثيق التراث الكويتي وبعض الأعمال الحديثة في مجال الرسم بالنسيج، وتطرقت إلى تجربتها الفنية، وقالت إن أول مشاركة لها في معرض من تنظيم الجامعة عام 2004، مضيفة أنها مارست الرسم بكل أدواته: الرصاص، الفحم، الألوان المائية، الديكوباج، مكس ميديا، الكولاج، الخط العربي، الخزف، فنون النسيج، الطباعة، اشغال الإبرة، والتطريز ميزت اعمالي، وفن النسيج أصبح هوية لكل ما تقدمه في المعارض، وأصبح شغفها، لأن تاريخها الأسري مرتبط بحياكة البشوت وتطريزها، وعزز هذا الارتباط إتقانها لبعض الأسرار الفنية في استخدام هذه الخامة، واكتسبت خبرات تراكمية لأنها تدربت على أيدي أساتذة متمكنين في مجالاتهم من الكويت وخارجها.

Ad

تعدد وتنافس

وعن تعدد الجهات الراعية للفن في الكويت، ذكرت العطية: «تعددت الجهات المعنية بالفنون في الكويت، سواء الحكومية أو الخاصة، وهذا التعدد أدى إلى تنافس في تنظيم الفعاليات، من معارض وورش فنية، لكن أفضل أن تكون هناك أجندة سنوية تنظم العمل بين الجهات، ويصبح فيها التنوع والتكامل بما يثري الساحة الفنية وسمعة الكويت بين أبنائها أولا ثم تمثيلها خارجيا بما يعبر عن تاريخها الفني»، متابعة: «الكل يبدأ صغيرا ثم ينمو بالدعم، وعلينا اختيار الجهة المناسبة والعمل الدؤوب للمصلحة العامة والسعي لتطوير الذائقة الفنية والابتعاد عن النرجسية».

الحركة التشكيلية

وحول حركة الفن التشكيلي في الكويت، أفادت العطية بأن «الحركة التشكيلية بخير طالما تمنينا الخير للغير، والساحة مفتوحة لنجاح الكل، لكن ينبغي على الرواد والمتخصصين أن يأخذوا بيد المبتدئين والهواة، وينقلوا لهم خبراتهم، وبالمقابل يجب على المبتدئين أن يأخذوا بنصيحة من هم أكثر منهم خبرة وعلما، كما يجب ألا يتم اختيار أعمال ضعيفة من باب المجاملة خاصة في الجهات التي تمثل الكويت في معارضها، لأن سمعة الكويت الفنية مسؤولية كبيرة تحمل صاحب القرار تداعيات نجاحها او فشلها، وأتمنى أن يتم حل النزاعات الشخصية بين الفنانين بعيدا عن كل قرار قد يؤثر سلبا على نشاط الفنانين المبادرين الطموحين».

وعن كتابها «فنون النسيج: كيف تنتج عملا فنيا من بقايا الأنسجة»، أوضحت أن الكتاب حصيلة لكل ما اكتسبته من مهارات عملية، وتمنت أن يوزع في مكتبات المدارس والكليات. وعن فترة كورونا وهل أثرت على حضورها الفني قالت إنها ركزت على إعداد كتابها، كما كانت الفرصة متاحة لها لتنفيذ أفكارها خلال فترة التفرغ المنزلي والحظر. وأشارت إلى أن المجموعة التي تقدمها في هذا المعرض هي إنتاج فترة كورونا. وعن خططها المستقبلية، قالت: «أنا الآن متفرغة للفن، وبدأت برنامجا تدريبيا للراغبين في تعلم هذه الفنون، ومستمرة في مشاركاتي الجماعية، وأطمح إلى أن أكون أول من يؤسس متحفا يعرض القطع النادرة من فنون النسيج».

فضة المعيلي