أفادت مصادر عسكرية أميركية تحدثت إلى قناة «العربية» السعودية بأن الإيرانيين تمكنوا من استغلال ثغرات نتجت عن نقل واشنطن سفنا حربية من منطقة عمليات القيادة الوسطى، في الشرق الأوسط، إلى مناطق عمليات أخرى، مثل منطقة المحيط الهادئ وأوروبا، لتمرير أسلحة وصواريخ ومسيرات «درون» أكثر تطورا ودقة، للمتمردين الحوثيين، يمكن استخدامها على مسافة تصل إلى أكثر من 1700 ميل، وهي المسافة بين منطقة سيطرة الحوثيين في اليمن وأبوظبي.

وشددت المصادر على أن القوات الأميركية والقوى العسكرية المشاركة في تسيير دوريات بحرية في منطقة بحر العرب والخليج العربي، تمكنت خلال الأشهر الماضية من اعتراض كميات كبيرة من الأسلحة، الفردية ومضادات الدروع وغيرها، لكن الأميركيين والشركاء الآخرين، لا يستطيعون ضمان نتائج مئة في المئة وفي كل الأوقات.

Ad

وأكدت أن السبب الأهم وراء هذه الإخفاقات الأميركية والدولية في منع وصول السلاح الإيراني إلى الحوثيين، يعود إلى اضطرار الأميركيين إلى نقل سفنهم الحربية وحاملات الطائرات إلى مناطق قريبة من الصين وروسيا، حيث تستغل طهران هذا التراجع في الحضور العسكري الأميركي لمتابعة تسريب السلاح من أراضيها إلى الحوثيين.

وأشارت إلى أن بعد المسافة التي عبرتها المسيرات الإيرانية الصنع، من مناطق الحوثيين إلى الإمارات، يشير إلى خطورة تسليح الجمهورية الإسلامية للميليشيات التابعة لها في العراق وسورية ولبنان، فإعطاء إيران مسيرات مطورة لجهة الدقة والمسافة، ونشرها في المنطقة الممتدة من بغداد إلى دمشق إلى بيروت، يعني أن الدول المنتشرة جنوب هذا الخط، بدءا من الكويت ووصولا إلى السعودية، وبعدها الأردن وإسرائيل، باتت كلها في مرمى هذه الأسلحة الخطيرة، وتهدد هذه الصواريخ مواطني الدول العربية وإسرائيل والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

اعتراض صواريخ

إلى ذلك، كشف سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة أنواع الأسلحة التي استخدمتها ميليشيات «أنصار الله» الحوثية في الاعتداء الدامي على أبوظبي الاثنين الماضي.

وقال العتيبة، في ندوة عبر الإنترنت، استضافها المعهد اليهودي لأمن أميركا الوطني، مساء أمس الأول، إن «صواريخ كروز وبالستية استُخدمت إلى جانب طائرات مسيرة في الهجوم على العاصمة أبوظبي»، مؤكدا أنه تم اعتراض عدد منها.

وأضاف المسؤول الإماراتي، في تعليقاته على الاعتداء الذي استهدف صهاريج تخزين تابعة لشركة النفط الوطنية «أدنوك» ومطار أبوظبي، وتسبب في مقتل هنديين وباكستاني وإصابة 6، أن الإمارات «خرجت من اليمن منذ مدة». في إشارة إلى تذرع الميليشيات الحوثية بالدور الإماراتي في «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية ضد المتمردين في اليمن، ورأى أن «مهاجمة بلد ليس في حالة اشتباك يبرر جدا» إعادة التوصيف الإرهابي للحوثيين.

في موازاة ذلك، رحبت السفارة الإماراتية في واشنطن بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن وضع الميليشيات الحوثية على قوائم الإرهارب مجددا هو «مسألة قيد النظر».

واعتبرت السفارة، في تغريدة عبر «تويتر»، أن «القضية واضحة، وتتمثل في إطلاق صواريخ بالستية وصواريخ كروز على الأهداف المدنية، واستمرار العدوان وتحويل مسارات الحل لدى الشعب اليمني».

وأتت هذه التطورات بعدما أكد الرئيس الأميركي في مؤتمر نادر، ليل الأربعاء ـ الخميس، مجيبا عن سؤال، أن وقف الحرب في اليمن سيكون صعبا، لأن أميركا بحاجة إلى شركاء لإنهائها، كاشفا أن إدارته ستعيد النظر في قرار إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الدولية.

وأوضح مصدر في وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن «عاقبت وستعاقب قادة الحوثيين المساهمين في التصعيد»، مضيفا أنها ستعاقب قادة الحوثيين الذين يشكلون خطرا على المدنيين، وشدد على أنها لن تتوانى عن استهداف الكيانات التي تزيد الصراع في اليمن. وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي في أعقاب اتصال هاتفي بين ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حيث شددت على ضرورة اتخاذ موقف حازم «حيال إرهاب ميليشيات الحوثي».

وناقش الاتصال الهجمات الحوثية، وما تمثله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وجدد وزير الدفاع الأميركي إدانة الولايات المتحدة واستنكارها لهذه الاعتداءات، ووقوفها إلى جانب الإمارات في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنها وسلامة أراضيها.

وكانت الإدارة الأميركية ألغت توصيف «أنصار الله» بـ«الجماعة الإرهابية» في أواخر فبراير الماضي، لأسباب قالت إنها تتعلق بتوصيل المساعدات الإنسانية لليمن.

في السياق، شدد سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر على أن ‏‏اعتراف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران باستهدافها مواقع مدنية في المملكة والإمارات هو عمل إرهابي يستجوب محاسبتها من قبل مجلس الأمن.

وأتى ذلك بالتزامن مع إعلان تحالف دعم الشرعية تنفيذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات المتمردين في عدد من المدن اليمنية. وقال «التحالف»، عبر «تويتر»، «نتتبع القيادات الإرهابية المسؤولة عن استهداف المدنيين، وليسوا بمنأى عن التعامل»، مؤكدا أن العملية تأتي في إطار الاستجابة للتهديد، ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات.

وأفادت تقارير بأن استعدادات عسكرية كبيرة وصلت للجيش اليمني، من أجل التقدم نحو مديرية الجوبة جنوب مأرب، التي تشهد مواجهات عنيفة مع الحوثيين. وجاء إعلان التحالف بعد ساعات من استهدافه مخازن أسلحة لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر.