كشفت صحيفة «زمان» التركية عن استقالة 872 عضوا من حزب «العدالة والتنمية» التركي الحاكم في ولاية آيدن بشكل جماعي «على خلفية رفضهم طريقة إدارة الحزب وتعرضهم للمضايقات».

وأشارت الصحيفة إلى أن الأعضاء أعلنوا استقالتهم الأسبوع الماضي، بمن فيهم رئيسة فرع النساء في الولاية إميل أوز أكمازلار. ونقلت «زمان» عن مصادر مطلعة ان «الاستقالات ستزداد في الأيام المقبلة».

Ad

ولا يعني تراجع شعبية «العدالة والتنمية» أنه من السهل الإطاحة بالرئيس رجب طيب إردوغان من الحكم، وتبدو هجمات المعارضة تحت عنوان «فضائح نهب الثروات والمليارات» الجاري تكثيفها الآن، ذات طابع انتخابي، والاستفادة كما يقول الخبراء من «أخطاء» الحزب الحاكم، والعمل على الإطاحة به، والعودة إلى النظام البرلماني ومصالحة دول الجوار، وقد تستغل المعارضة وجود اثنين من الرموز المعروفة بالحزب الحاكم في صفوفها اليوم، وهما زعيم «حزب المستقبل» أحمد داوود أوغلو الذي بات معارضا شرسا لإردوغان، ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان المنشق عن إردوغان، للفوز في المعركة الانتخابية.

ويتحرك داوود أوغلو بالفعل، ويجتمع مع أقطاب المعارضة في البلاد، بهدف إنشاء تحالف جديد، تجتمع تحت سقفه جميع الأحزاب المعارضة، وأبرزهم كمال كليتشدار أوغلو زعيم «حزب الشعب الجمهوري»، وميرال أكشنار رئيسة «حزب الخير»، والتي توصف أيضا بـ»المرأة الحديدية». وهذا التحالف قد يوصل المعارضة إلى مرشح إجماعي ينافس إردوغان في الانتخابات المقبلة.

وأظهرت استطلاعات رأي متعاقبة أجريت الأسبوع الماضي أن النسبة الأكبر من الأتراك يعتقدون، الآن، أن «تحالف الأمة» المعارض، المكون من «الشعب الجمهوري» و«الخير»، والذي يرجح أن يتوسع ليضم أحزابا أخرى، بات في وضع أفضل، من إردوغان وحزبه.

وتأتي حركة الاستقالات، بعد توقيف السلطات السبت الماضي علي مصطفى غونايدن، أحد مؤسسي حزب «الديموقراطية والبناء» الى جانب باباجان، قبيل مؤتمر للحزب في انطاليا، كما تأتي مع تصاعد «حرب التصريحات» بين الرئيس التركي وزعيم المعارضة رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كليشدار أوغلو، وسط أجواء متوترة هيمنت عليها مطالبات المعارضة المتكررة بالتوجه إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وتمسك الرئيس بالموعد المحدد في يونيو 2023.

وقال إردوغان ليل السبت ـ الأحد إن كليشدار أوغلو «سيُمحى وأنصاره من السياسة ومن ذاكرة الشعب التركي في الانتخابات القادمة». في المقابل، تحدى كليشدار أوغلو إردوغان لإجراء مناظرة معه، مشيرا إلى أن الرئيس التركي يعتمد كليا على شاشة التلقين في خطاباته.

جدير بالذكر أن عدد منتسبي الحزب الحاكم اقترب من 11 مليونا و200 ألف.

في غضون ذلك، وصل الرئيس التركي، أمس، إلى العاصمة الألبانية تيرانا، في زيارة رسمية تلبية لدعوة رئيس الوزراء الألباني إيدي راما. ويرافق إردوغان وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو والداخلية سليمان صويلو والبيئة والتطوير العمراني والمناخ مراد قوروم والدفاع خلوصي أقار، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي.