نظم غاليري بوشهري للفنون في السالمية، معرضا متميزا لاثنين من كبار فناني سورية، هما نزار صابور وإدوار شهدا، وتضمن المعرض أعمالا فنية مختارة، ويستمر حتى 5 فبراير المقبل.

وبهذه المناسبة، قال مدير قاعة بوشهري للفنون يحيى سويلم "كان للفنانين صابور وشهدا دور بارز، وقد ساهما بشكل فعّال في رفد الحركة التشكيلية السورية والعربية بأعمال تلامس الواقع وتنحاز إلى بني البشر، فحملت أعمالهما تجارب جمالية معمّقة لقيم إنسانية ومضامين اجتماعية تتميز بالثراء في معالجاتهما التقنية وصياغاتهما لمفردات أعمالهما المستندة إلى وعي فني كبير.

Ad

وعن رأي النقاد بتجربة الفنانين السوريين، قال: "تناول النقاد التشكيليون والمهتمون بالعمل الإبداعي تجربة صابور وشهدا بكل عناية، حيث وضعوهما في المكانة التي يستحقانها ولم يبخسانهما حقهما؛ سواء في التحليل أو الثناء، وقد حظيت أعمالهما بسمعة طيبة في المعارض والمحافل التشكيلية العربية".

وفي حديث سويلم عن صابور، قال: "بالنسبة إلى الفنان نزار صابور، فإن ممارسة الفن ليست هواية أو احترافا، إنها طريقة حياة يتسلل من خلالها إلى كل التفاصيل اليومية للفنان، يشاركه أحاسيسه وأفكاره التي تتشكل من خلال معايشة الحياة والهموم المحيطة به".

وفي مرحلة مبكرة من حياته الفنية، أي في ثمانينيات القرن الماضي، شرع يرسم مدينته قبل أن ينتقل إلى مواضيع جمالية أخرى، فرسم موضوعات: دمشق جدران تدمرية، وحياة في الرمادة، وعبلة وعنترة، ومعلولا، والقلمون، وسكان التل، والملاحم الشعبية والخربشات العفوية (الغرافيتية)، واستخدم في بعض لوحاته ضمن الخامات المختلفة، كبقايا عصر الزيتون (العرجوم)، الذي كانت والدته تستخدمه للتدفئة.

تشكيل معاصر

أما بالنسبة إلى الفنان شهدا فيقول: "يعيد الفنان التشكيلي السوري شهدا، عبر شفافية اللون وطيفية تكويناته التشكيلية، صياغة المقامة التراثية أو الحكاية، معتمدا على الربط بين منمنمات الواسطي والأيقونة السورية في الكشف والتعبير عن الشخوص التي يرى فيها تجسيدا لرؤيته وهواجسه، وذلك بأسلوب تشكيلي جديد ومعاصر".

يذكر أن شهدا ولد في دمشق عام 1952، ودرس في مركز سهيل الأحدب للفنون التشكيلية في مدينة حماة، وكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، قبل إتمام إقامة فنية في مشغل أناتولي كلانكوف في روسيا.

وانطلق بعد ذلك لإقامة العديد من المعارض الشخصية بجد ونشاط كبير بين سورية، لبنان، وبعض المدن الروسية والجماعية في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، والصين، وغيرها من الدول.

فضة المعيلي