نعم لدينا مشكلة سهلة ومعقدة في آن، وهناك من يريدها أن تستمر وهناك من يريدها أن تحل، فمن يريد استمرارها يعتقد أنه مستفيد من ذلك، وقد يكون كذلك لكنه لا يعرف نتائج استمرارها، في حين من يريدها أن تحل لا يعرف الحل أو الطريق الى الحل، لذلك نعيش في دوامة هذا العبث الذي يبدو أنه تعايش معنا وتعايشنا معه فقط لأن أطرافه خلقوا لنا المشكلة ولا يعرفون الخروج منها.

نعم لدينا صراع بين الفساد والإصلاح لكننا نعيش بسببهما صراعاً آخر جعلنا لا نملك حلولاً للقضاء على الفساد ولا برنامجاً محدداً للإصلاح، فكلا الطرفين المتناحرين يجهل كيف نتخلص ونخلص البلد مما يعانيه، ولكنهما انشغلا في صراعهما العبثي، فلا المصلح قادر على وضع خطته للإصلاح ولا الفاسد قادر على ترك فساده.

Ad

نعم هناك صراع عبثي أطرافه استغلوا نفوذهم وتركوا واجباتهم ليشركونا به دون علاقة لنا به، تسبب في تعطيل الدولة وتخلفها، والمصيبة أنهم دخلوا المعركة ولا يعرفون الخروج منها، فأصبحت الخسائر غير مقتصرة على أطرافها لتعم البلاد والعباد والمصلحة العامة.

ويبدو أن ساستنا بغوها طرب وصارت لهم نشب، خلقوا لنا المشاكل واليوم أصبحوا يعانون من نتائجها، بل لا يعرفون كيفية الخلاص منها ولا حلها وأغرقوا البلد بعبثهم وصراعهم حتى أصبحوا حفاةً عراة أمام الشعب لا حلول لديهم ولا برامج، محاولين البقاء في مناصبهم قدر الإمكان دون أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عبثهم السياسي المؤثر على مفاصل الدولة.

يعني بالعربي المشرمح:

أصبح الوطن والمواطن بين مطرقة الحكومة وسندان المجلس، والاثنان لا رؤية ولا برنامج واضح الملامح لديهما لانتشال البلد من هذا العبث، بل أعتقد أن انشغال الجميع بالصراع العبثي واستمراره يثبت أنهم فعلاً لا يملكون الحلول للخروج من هذا النفق المظلم، لذلك كل منهم يحاول الانتصار على الآخر وهميا لتستمر المعركة ويستمرون في مناصبهم دون الاكتراث بما أصاب البلد من تخلف وفساد وخلل، فهل يفسحون الطريق لإصلاح أخطائهم ويتركون مناصبهم لمن هو أجدر لمصلحة البلاد والعباد، وينهون معهم حقبةً كارثية جعلت الكويت في آخر مصاف نظيراتها التي تفوقت في كل المجالات بعد أن كانت الكويت قدوة لمعظمها؟!

● محمد الرويحل