إن التفاعل الحاصل في أحداث وتطورات أوميكرون وتداعياته المختلفة والإجراءات غير الواقعية من بعض غير المحترمين للقانون أو للإجراءات الوقائية واشتراطات الصحة العامة يتطلب رادعا واقعيا لمحاسبة كل متجاوز، فرغم الطفرة الكبيرة في أعداد المصابين وارتفاع الحالات والقفزة في الأرقام التي أذهلت الجميع فإن هناك من لا يزال يراهن على أنها مجرد لعبة ووهم وإصابات غير حقيقية وغيرها من التبريرات لإقناع أنفسهم بأنهم ليسوا مرضى نفسيين قبل أن يصابوا بكورونا.

Ad

نقطة نظام:

إن احترام القانون لن يحصل طالما هناك من أمن العقوبة وأصبح يصول ويجول دون أن يجد من يصفعه على وجهه لكي يصحو من غفلته، ويحترم نفسه قبل احترامه للآخرين، وما نشاهده من انفلات في تطبيق الاشتراطات الصحية في المجمعات التجارية وغيرها من الأماكن العامة وعدم التزامم بلبس الكمام والتباعد وغيرها من اشتراطات يكشف عن حجم المأساة التي نعيشها، وما خلفته من ارتفاع أعداد المصابين.

نقطة نظام:

المشكلة الكبرى والطامة العظمى هي من المصابين الذين يخالطون الآخرين رغم إصابتهم وينشرون العدوى بحجة أنها مجرد عدوى بسيطة ووباء أشبه بالإنفلونزا الموسمية وغيرها من الاستخفافات، بل إنهم يكابرون ويكذبون ولا يفحصون حتى لا يتم حجرهم، والمأساة الأخرى بالمصابين الذين لا يلتزمون بحجرهم، فيخرجون ويكسرون القانون ويتحايلون عليه، فهؤلاء يجب اتخاذ أقصى العقوبات بحقهم، وأن تطبق على أرض الواقع.

إن الأزمة مستمرة والعالم أجمع يواجه هذا الوباء، ونحن لسنا بمنأى عنه، ولكن نحتاج إلى التزام الجميع بالاشتراطات الصحية حتى لا نواجه مأساة، وعلى اللامبالين أن يكونوا أكثر حرصا على أسرهم، خصوصاً أن لديهم كباراً في السن وأطفالاً قد يروحون ضحية إهمالهم، كما نحتاج أيضا أن يتفق المسؤولون الصحيون على معلومة واضحة ودقيقة بدلا من تداخل الآراء وخلط المعلومات، فنحتار ولا نعرف من الصادق ومن الذي لا يعرف حقيقة هذا الوباء!

● د. مبارك العبدالهادي