أثناء مناقشة الطلبات النيابية الخاصة باستعجال مناقشة عدد من القوانين وإعادة ترتيب جدول الأعمال، شهدت جلسة مجلس الأمة، أمس، سجالاً حاداً بين الرئيس مرزوق الغانم والنائب د. عبيد الوسمي من جهة، والنواب خالد المونس وثامر السويط ومحمد المطير من جهة أخرى.

وبدأ السجال بعد تلاوة الغانم الطلبات النيابية التي طالب النواب بإقرار قوانينها في جلستي (أمس واليوم) بشأن بعض القوانين التي توجد لها تقارير منجزة.

Ad

وقال الغانم: "هناك 40 قانوناً يطلب النواب إقرارها في جلستين"، ليعلق السويط: "تقدمنا بطلبات تؤكد الدور التشريعي والرقابي للنواب في مجلس الأمة، وقوانيننا تتعلق بالمتقاعدين ومعالجة أوضاع المواطنين معيشياً، ومعالجة القضية الإسكانية وديمومة بنك الائتمان"، مضيفاً أن "هذه القوانين مهمة وتتعلق بالمواطن، وهناك أخرى تتعلق بالحريات والرأي والمواطنة، وتعديل قانون المسيء، وتعديل قانون الشرف والأمانة، ومن يقول كيف ستنجزون كل تلك القوانين، أرد عليه بأن هذا من صميم عملنا لاسيما بعد ضياع 6 أشهر من عمر المجلس".

وأضاف السويط: "نعبر عن الشعب الكويتي، ولا مانع أن نخرج من المجلس الخامسة فجراً لإنجاز القوانين، وعلى الحكومة إذا كانت تريد ترجمة قضايا الشعب أن تبدي جديتها لإقرار القوانين وإسعاد الشعب الكويتي".

وعلّق الوسمي: "على الرغم من القيمة الموضوعية لـ 40 قانوناً، فإنه لا يمكن أن تقر"، مخاطباً السويط بقوله: "لا تزايد علي"، ليعلق الأخير: "كمل نومتك، وهنا دخل المونس على الخط، بقوله: "لا تتدخل في صلاحياتنا"، ليرد الوسمي: "تكلم على قدك".

وتابع السويط: "نستغرب من كلام الوسمي في قوانين الشعب"، وبعد مطالبة الغانم له بأن "يتكلم عدل"، قال السويط: "أنا أتكلم، ومن حقي، وأنت لا تعلمني الكلام"، فقال الغانم: "أعلمك الكلام وأعلمك"، فرد السويط: "أنا أتكلم بهدوء وأدب، وأنت تدافع عن صاحبك"، ليرد الغانم: "يشرفني كل صاحب في المجلس، وهم بعد صرت تتكلم"، ليعلق السويط: "انزل من المنصة وتكلم. مقترحاتنا للشعب ونحن أتينا للإنجاز ولسنا سمنديقه".

وقال الغانم: "تكلم باحترام، أنا رئيس السلطة التشريعية غصب عليك، وأنت ما تعلمني"، ليرد السويط: "استحِ على وجهك، والوطني يتحدث"، وهنا تدخل المطير قائلا: "استح على وجهك"، في وقت خاطب الغانم السويط: "ما بقي إلا انت تصارخ"، وقال المطير: "جذي" تعمل يالغانم، ليرد عليهما الأخير: "تكلموا عدل".

وقال النائب خالد المونس: "لا نقبل الإساءة للنواب، وقدمنا قوانين الشعب الكويتي، وأقول لعبيد الوسمي: لسنا نحن من يتكسب، وعبيد استصغر النواب".

وفي محاولة للتهدئة، ذكر النائب صالح الشلاحي أن "المجتمع الكويتي رشحكم لإنجاز القوانين والتشريعات، وليس للصراع والهمز واللمز وعلينا التركيز على الإنجازات، فالوقت يضيع من أجل مناورات سياسية، وعلينا عمل شهر كامل للإنجاز".

حراج

وقال الوسمي: "لا يمكن التصويت على كل شيء، وطلب التصويت على تصديق مضابط سابقة هدم للنظام الدستوري، وأنا أعترض على الطلبات لا المقترحات، وسأصوت على 90 في المئة من التشريعات لكن بعد مناقشتها"، مضيفا: "إذا قفزنا على صلاحيات مكتب المجلس واللجان فسيتحول المجلس إلى حراج".

وهنا نشب سجال بين الوسمي وعبدالكريم الكندري حول أحقية الطلبات والقوانين المتقدمة، فخاطب عبيد عبدالكريم: "اقعد، ومن ثم يقول لا يمكن نسف جدول الاعمال، والغانم يقول

لا يمكن ان نعمل الا من خلال الدستور"، مضيفا: "لم أعترض على المقترحات والتشريعات لكن اعتراضي على الاجراءات غير الدستورية"

أما الكندري، فقال إن "هناك تقارير لقوانين جاهزة ولا تحتاج العودة للجان فكيف نهدم بها النظام الدستوري، وإلا فكيف نوقشت 6 قوانين في 30 مارس وأنجزت؟ ولماذا لم تقولوا لم تنجز تقاريرها؟".

وقال الغانم: "هناك طلبات عديدة قدمت وكل شخص يعرف على ماذا يصوت، وهناك طلب لتخصيص هذه الجلسة للرد على الخطاب الأميري، ثم برنامج عمل الحكومة في الجلسة القادمة"، مضيفا: "مكتب المجلس يريد ان يكون العمل البرلماني منظما كي نحقق الانجاز، وكل المقترحات تحال الى لجنة الاولويات ثم يتم التنسيق بين رؤساء اللجان والحكومة ووضع جدول نسير عليه".

واتجه لائيس المجلس للتصويت على المقترحات والطلبات التي قدمت وسط اعتراض نيابي، وطلب من الأمين العام التصويت على أن تتم مناقشة الرد على الخطاب الأميري في الجلسة الحالية، ثم برنامج عمل الحكومة والقضية الاسكانية والقوانين الاخرى التي خلصت اليها لجنة الاولويات في الجلسة القادمة.

واعتراضاً على إجراءات الغانم، وقف النواب محمد المطير وعبدالكريم الكندري وصيفي الصيفي وثامر السويط ومبارك الحجرف وحمدان العازمي ومهند الساير امام منصة الرئاسة.

ووافق المجلس على تخصيص جلسة (أمس) لمناقشة الرد على الخطاب الاميري ثم برنامج عمل الحكومة والقضية الاسكانية والقوانين الاخرى التي خلصت اليها لجنة الاولويات في الجلسة القادمة من خلال موافقة 38 عضوا ورفض 19 بحضور 57 عضوا.

وقال الغانم: "كل الطلبات والاقتراحات التي تقدم بها النواب لم ترفض.. فقط وضعت آلية للمناقشة"، ليصعد هنا المطير لمنصة الرئاسة، ويطلب من الغانم التصويت على الطلب الذي تقدم به ونواب، مخاطباً الحكومة: "صوتوا على ماذا؟ ما يصير جذي".

في المقابل، قال النائب مهند الساير: "جزء من تقارير القوانين التي تقدمنا بها جاهزة فكيف لا تريد التصويت عليها"، ليعلق الغانم: "أبوطلال انت اول مرة تدخل المجلس، لا تعلم، ونحن صوتنا على آلية التعامل مع الاقتراحات".

من جهته، قال النائب مهند الساير للغانم: "ليس من المنطق ان تدمج القوانين التي توجد لها تقارير جاهزة ونصوت عليها، أين المشكلة؟"، ليجيب الغانم: "هذه الجلسة مخصصة للرد على الخطاب الأميري وبقية الطلبات تقدم للجنة الأولويات؟".

في وقت قال النائب عبدالله المضف إن هناك تقارير جاهزة وهي "المرئي والمسموع" وقانون الانتخاب ليتم عرضها، والقوانين التي ليس ت لها تقارير تعود إلى اللجان.

وردّ الغانم: هذه الجلسة وجلسة الغد (اليوم) للجواب على الخطاب الأميري وبرنامج عمل الحكومة، وذلك بموافقة المجلس.

من جهته، أكد النائب مبارك الحجرف أن مناقشة برنامج عمل الحكومة عبث ومضيعة للوقت وحسب الدستور لم يعط الحق للمجلس بالقبول او الرفض.

ورد الغانم: "أستغرب من الاخ مبارك الحجرف، فكل المجالس السابقة كانت تناقش برنامج عمل الحكومة، وما نقدر نقول إن هذا الكلام عبث، ولا تمارس دكتاتورية الأقلية على الأغلبيه، طبقها على نفسك".

ورفض المطير الانتقال إلى بند آخر، وصعد المنصة طالبا التصويت على طلبات النواب، وتحدث من موقع الامين العام، فيما قال الغانم له: "أنت ترتكب جريمة"، وقال المطير مخاطبا الحكومة: "كيف تقبلون بما حصل في جلسة اليوم؟".

وحذر الغانم المطير مجدداً من مغبة التمادي في اعتراضه وصعود المنصة وعرقلة عمل الأمانة، ورفع الغانم الجلسة ربع ساعة بعد اعتراضات المطير والسويط، وسط اطلاق النائب شعيب المويزري الفاظ نابية بحق رئيس مجلس الأمة.