في بعض الأحيان نتمنى أن تكون لدينا عصا سحرية تنفذ ما نطلبه منها أو مسباح سحري يحقق أمنياتنا، ولكن هذه مجرد أحلام خيالية، في حين لدينا أحلام حقيقية يمكن أن تتحقق فعلاً وهي أحلامنا في تنمية بلدنا الكويت، ولو سألني أحدهم: ما حل مشكلة تعطل التنمية؟ سأقول باختصار: الحل في الخصخصة الشاملة، ولكن كيف؟ أولاً ليس من دور الدولة الإنتاج، وكلنا شهدنا كيف أصبح مصير الشركات الحكومية التي خُصخصت، وكيف نمت، وكلنا شهدنا كيف تدهورت الشركات الحكومية وتعرقلت مشاريعها.

وإذا أردنا تنمية السياحة فلماذا لا تُخصخص المشروعات السياحية وتستحوذ على شركات عالمية مثل "والت ديزني" أو غيرها؟ وإذا أردنا مشاريع نفطية عملاقة فلماذا لا تخصخص الحكومة شركاتها النفطية المثقلة بالخسائر؟ وإذا أردنا طيراناً في مستوى عالمي فلماذا لا تخصخص الحكومة الخطوط الجوية؟ وإذا أردنا... وإذا أردنا... إلخ.

كلنا شهدنا مدى نجاح بعض الشركات العمومية وعلى رأسها البورصة، وكل هذه الشركات تمت خصخصتها، فهل تعلمون لماذا تنجح الشركات الخاصة والشركات الحكومية تفشل؟

Ad

لأن الشركات الخاصة لا توجد لديها قيود في التوسع والرقابة الشديدة من ملاكها، ولا توجد عليها ضغوط خارجية في عملها، بعكس الشركات الحكومية التي تحتاج إلى موافقات وإعلانات لمجرد مناقصة بسيطة، وتحتاج إلى ميزانية للصرف وغير ذلك مما يتعلق بالدورة المستندية الطويلة، وفي الأخير يُلغى المشروع بعد دراسة تمتد إلى سنوات، وأستغرب من أن هناك توجها حكوميا لإنشاء شركات حكومية جديدة في مجال التخزين والمقاولات وغيرها، فالحكومة تناقض نفسها في برامجها الدائمة حين تقول إنها تريد إشراك القطاع الخاص وتنميته، وهي تريد إنشاء شركات حكومية جديدة، فهل لديها عصا سحرية للتنمية؟

● عبدالعزيز العامر