أكد مصدر رفيع المستوى في منظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني، لـ«الجريدة» أن الانفجار الذي وقع بأجواء نطنز، ليل السبت ـ الأحد، كان ناجماً عن التصدي لطائرتين مسيرتين، بعد نجاح إحداهما في الوصول إلى المنطقة، التي تضم المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في البلاد.

وأوضح المصدر أن الرادارات كشفت الطائرتين داخل إيران من جهة شمال غرب البلاد، لافتاً إلى أن خبراء من الجيش و«الحرس الثوري» استطاعوا السيطرة على إحداهما وإنزالها سالمة بمحافظة تشارمهال وبختياري، في حين فشلت محاولة إنزال الأخرى، مما اضطر الدفاعات الجوية لاستهدافها بصاروخين في منطقة خالد آباد على بعد 20 كيلومتراً من مفاعل نطنز النووي. وبينما أرجع المصدر قوة الانفجار وتحطيمه لنوافذ منازل إلى إصابة «الدرون» بصاروخين في الوقت نفسه تقريباً، قال إن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن مهمة «المسيرتين» كانت استطلاعية لجمع معلومات وكشف مخابئ تحت الأرض بعمق يصل إلى نحو 50 متراً، ولم تكن أي منهما مزودة بأسلحة أو متفجرات.

Ad

وأضاف أن رادارات الحدود لم تتمكن من رصد المسيرتين، ملمحاً إلى احتمال إطلاقهما من داخل الأراضي الإيرانية من مناطق جبلية وعرة في غرب وشمال غرب البلاد، حيث تنشط عمليات تهريب حدودية بمناطق كردستان المقسمة بين العراق وإيران.

ولفت إلى أن تحقيقات أمنية عسكرية توصلت إلى تجزئة أجهزة استخبارات أميركية وإسرائيلية لمسيّرات وتمريرها لعملاء داخل إيران، قبل تجميعها واستخدامها مجدداً، بهدف شن عمليات هجومية محدودة، أو لجمع وتنسيق المعلومات، عبر مهربين يحملون البضائع على ظهورهم من كردستان العراق إلى الجمهورية الإسلامية، ويطلق عليهم في إيران «كولبرها».

وبين المصدر أن المجلس الأعلى للأمن القومي أصدر تعميماً ينص على أن ما وقع كان تمريناً عسكرياً تحسباً لأي هجوم، مع منع الإدلاء بأي تصريحات حول الحادث.

وعقب سلسلة تحذيرات إسرائيلية من توجيه ضربة عسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، في ظل تعثر مفاوضات فيينا النووية بين طهران والقوى الكبرى، ألمح نائب وزير الأمن الإسرائيلي ألون شوستر، أمس، إلى دور إسرائيلي في الانفجار الضخم بمنطقة نطنز، من دون أن يؤكد ذلك بشكل قاطع.

طهران - فرزاد قاسمي