وسط مخاوف من خروج الأمور عن السيطرة، خصوصاً في ظل تبادل روسيا وحلف شمال الأطلسي الحشد على خطوط التماس التقليدية العائدة الى الحرب الباردة، والمناورات العسكرية، تتجه الأنظار غداً إلى القمة الافتراضية بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانعكاساتها على أزمة أوكرانيا والاستقرار الاستراتيجي.

وفي وقت سيكون الغزو الروسي المفترض لأوكرانيا، الذي حذرت من جديته كل الأجهزة الأمنية الأميركية بلا استثناء، الموضوع المتصدر، إلا أن الأجندة بين الزعيمين حافلة بالموضوعات العالقة. ورغم الرضا الأميركي على الدور الروسي في سورية، لاسيما فيما يخص أمن إسرائيل، يفترق البلدان على عناوين أخرى بينها.

Ad

وأكد المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، والمتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أن بوتين وبايدن، اللذين اتفق في قمتهما الأولى بجنيف في يونيو الماضي على بدء محادثات جديدة حول مبادرة لنزع السلاح النووي، سيعقدان اجتماعا آمنا عبر الفيديو مساء غد لمناقشة قضية أوكرانيا ومجموعة واسعة من الموضوعات الأخرى تتعلق بالعلاقة بين روسيا والولايات المتحدة، والاستقرار الاستراتيجي والإنترنت وقضايا إقليمية. وجاء في بيان البيت الأبيض أن بايدن سيؤكد مخاوف الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وسيؤكد أيضاً دعمها لسيادة ووحدة أراضيها. ومع تصاعد التوترات وتبادل واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن عمليات استفزاز عسكرية في منطقة دونباس، حذّر بايدن بوتين من أي تدخل عسكري آخر بأوكرانيا، وأعلن عن مبادرات جديدة لحماية الدولة الواقعة شرق أوروبا، وهي حليف مقرب في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وعشية القمة، أعرب مفوض الشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس عن قلقه من الحشد العسكري الروسي، مشدداً على أن «أوكرانيا تعد بالتأكيد شريكاً وحليفاً، أي أننا سنقف بجانبها».

ورغم تأكيده أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى له القيام بأي نوع من الأنشطة الحربية خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا باستكهولم، اعتبر بوريل أن من المهم حالياً أن توضح موسكو حالياً «نظرة مستقبلية للعواقب المحتملة»، وقال: «يجب أن نظل في مرحلة ما قبل الأزمات». ولم يوضح المسؤول الأوروبي البارز، بشكل أكثر دقة، ما يمكن أن يحدث في حالة قيام روسيا بشنّ هجوم، وأضاف: «هل يمكن تخيل غزو حقيقي مثل الذي حدث في شبه جزيرة القرم؟ لا أعلم!»، وشدد على ضرورة محاولة تجنب تردي الوضع. وفي إطار التوتر المتزايد، أفادت هيئة النقل الجوي الفدرالية الروسية، أمس، بأن طائرة إيرباص على متنها 142 شخصاً أُرغمت على تغيير مسارها لتجنّب الاصطدام بطائرة تجسس تابعة لحلف شمال الأطلسي كانت تعبر مسار رحلتها المقرر فوق البحر الأسود. وأوضحت الهيئة أن طائرة التجسس «انخفضت بشكل سريع»، وعبرت المسار المقرر للطائرة التابعة لشركة إيروفلوت من تل أبيب إلى موسكو، لافتة إلى أنه «تمّ تعديل اتّجاه الطائرة التجارية وارتفاعها فوراً»، مضيفةً أن طاقم طائرة التجسس لم يردّ على رسائل المراقبين الجويين. وفق الهيئة، فإن الطائرة الروسية انخفضت 500 متر لتبتعد عن طائرة الاستطلاع، وتمكن طياراها من رؤية الأخيرة من قمرة القيادة. وغيّرت طائرة خاصة كانت متّجهة من منتجع سوتشي إلى سكوبيي مسارها، بسبب طائرة التجسس.