شهدت مؤشرات الأسواق المالية الخليجية والعالمية حالة من القلق والتراجع خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بسبب ظهور المتحور أوميكرون وتأثيراته على أسواق المال العالمية، وتراجعت معظم مؤشرات الأسواق المالية بدول مجلس التعاون، ولم ينجُ من الخسائر سوى مؤشر سوق واحد فقط هو مؤشر سوق أبوظبي، وكان الأكثر خسارة السوق الأكبر كقيمة سوقية في الشرق الأوسط، وهو مؤشر السوق السعودي «تاسي»، الذي تراجع بنسبة 3.7 في المئة، تلاه مؤشر سوق دبي المالي، حاذفا نسبة 3.1 في المئة.

وخسر مؤشر سوق عمان المالي نسبة 3 في المئة، وسجل مؤشر بورصة الكويت العام خسارة كبيرة أيضا بنسبة 2.7 في المئة، وكانت الخسائر الأقل من نصيب مؤشرَي سوقي قطر والبحرين، بنسبة 1.6 و1 بالمئة على التوالي.

Ad

خسائر تمحو بعض المكاسب

استمر الأداء السلبي لمعظم مؤشرات الأسواق المالية الخليجية للأسبوع الثاني على التوالي وبقيادة مؤشر «تاسي» السعودي، وهو الأكبر والمرتبط بشكل مباشر بأسعار النفط، ليسجل خسارة أسبوعية كبيرة وجديدة له وتتراجع مكاسبه لهذا العام الي مستوى 25 في المئة فقط، بعد أن بلغت 36 في المئة قبل ثلاثة أسابيع منها خسارة نسبة 3.7 في المئة الأسبوع الماضي، والتي تعادل 416.66 نقطة، ليقفل على مستوى 10882.79 نقطة، وكان المؤشر قد بلغ مستوى قريبا من 10550 بداية الأسبوع قبل أن يعوّض خسائره، لكنه بقي على خسارة أسبوعية ثالثة أطاحت به الى مستويات شهر يوليو الماضي، وكانت الأخبار المتسارعة والمُبالغ فيها على مستوى متحور أوميكرون قبل بداية الأسبوع وسقوط أسعار النفط الحر الذي سجل أسبوعه السادس من الخسائر، وفقد جزءا كبيرا من قوته، وبضغط كذلك من رغبة المستهلكين اللذين لم يطمئنوا لانتعاش اقتصاداتهم الكبير بسبب التضخم المصاحب، وكانت بيانات الاقتصاد الأميركي التي أعلنت يوم الجمعة والخاصة بأهم مؤشرات الاقتصاد، وهي الوظائف المضافة غير الزراعية خلال شهر نوفمبر، والتي تراجعت بحدة وأقل بحوالي الثلثين عن تقديرات محللي الاقتصاد قد تضغط مجددا على أسعار النفط، ليقفل دون مستوى 70 دولارا للمرة الأولى منذ 4 أشهر تقريبا.

خسائر متقاربة

لا شك في أن اقتصاد دبي من أكثر الاقتصادات الخليجية حاجة حركة النقل والسياحة العالمية، ويعول كثيرا على إيرادات إكسبو 2020 الذي انطلق مطلع أكتوبر الماضي بتقديرات قرب نهاية الجائحة وتدفق سياحي عالمي اكبر بعد حوالي سنة من التوقف الجبري بسبب جائحة كورونا، وليس بحاجة إلى مفاجآت جديدة، كما حصل الأسبوع الماضي من ارتفاع إصابات «أوميكرون»، التي أتت بعد إصلاحات كبيرة في سوق المال وإطلاق صناديق استثمارية كصانع سوق له رفعت مؤشر دبي بقوة الى 12 في المئة، وعاد يصحح ويجني أرباحه وزاد منها الأحداث الأخيرة وتراجع مؤشرات عالمية وأسعار النفط، ليسجل خسارة أسبوعية جديدة بنسبة 3.1 في المئة، أي 97.36 نقطة، ويقفل على مستوى 3072.91 نقطة، لتتراجع مكاسبه خلال هذا العام الى نسبة 23.3 بالمئة.

وكسر مؤشر سوق عمان المالي مستوى 4 آلاف نقطة، بعد استقراره عليه لثلاث أسابيع، وعاد الى مستوى 3994.98 نقطة، بعد خسارة كبيرة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3 في المئة، أي 123.24 نقطة، ليسجل اكبر خسارة أسبوعية خلال هذا العام، ويقلص مكاسبه السنوية 2021 الى ما دون 10 في المئة، ويتأثر مؤشر سوق عمان بأسعار النفط، حيث إن سعر التعادل في ميزانية السلطنة كبير يقترب من 100 دولار للبرميل.

مؤشرات الكويت

سجلت مؤشرات بورصة الكويت خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي وللمرة الثانية، ولكن كانت هناك ارتدادات على عكس الأسبوع الأسبق الذي تراجعت خلاله الجلسات الخمس وبنسب متفاوتة، وفقد مؤشر السوق العام خلال الأسبوع الماضي نسبة 2.7 في المئة، وهي أكبر خسائر أسبوعية له عام 2021 بعد ان أطاح بـ 192.07 نقطة، ليقفل على مستوى 6936.14 نقطة، كاسرا مستوى 7 آلاف نقطة للمرة الأولى منذ اختراقه قبل شهرين، وكانت خسائر مؤشر السوق الأول أقل وبنسبة 2.4 في المئة، أي 187.36 نقطة، ليقفل على مستوى 7532.61 نقطة، وكانت الخسارة اكبر في الأسهم الصغيرة مكونات السوق الرئيسي حيث تراجع رئيسي 50 بنسبة 3.5 في المئة 215.87 نقطة، ليعود الي مستوى 5946.83 نقطة.

في المقابل، ارتفعت متغيرات السوق الثلاثة (القيمة وكمية الأسهم المتداولة وعدد الصفقات)، حيث التذبذب الكبير بين جلسة هابطة وأخرى مرتدة صاعدة أو مستقرة، لترتفع كمية الأسهم المتداولة بنسبة 21.3 في المئة، مقارنة مع الأسبوع السابق ودعمها بقوة أيضا تطبيق مراجعة أوزان مورغان ستانلي آخر يوم في نوفمبر، وارتفع النشاط بنسبة 46 في المئة تقريبا، وصعد عدد الصفقات 33 في المئة، وتنتظر المؤشرات أسبوعا صعبا آخر بين قلق تراجع أسعار النفط بنهاية الأسبوع الماضي وبين تبديل مراكز محتمل قبل نهاية العام وعودة الثقة بالأداء الصحي العالمي، واستقرار أخبار متحور أوميكرون.

قطر والبحرين ونمو أبوظبي

سجل مؤشرا قطر والبحرين خسائر وسطا نسبيا بين مؤشرات بورصات دول مجلس التعاون الخليجي، حيث خسر مؤشر قطر نسبة 1.6 في المئة، أي 187.95 نقطة، ليقفل على مستوى 11603.03 نقاط، بينما تراجع مؤشر البحرين بنسبة 1 في المئة، وكانت أسهمه القيادية الأفضل أداء في أسواق الكويت ودبي، خصوصا البنك الأهلي المتحد البحريني وجي إف إتش المالية.

وسجل مؤشر سوق أبوظبي أداء معاكسا، حيث ربح نسبة 1.1 في المئة أي 92.56 نقطة، ليقفل على مستوى 8546.52 نقطة، ويصل الى أعلى مستوياته على الاطلاق بنمو إجمالي كبير لهذا العام، قارب 70 في المئة، وهو الأعلى بين مؤشرات الأسواق العالمية؛ سواء المتقدمة أو الناشئة.

علي العنزي