نظم الخزاف علي العوض معرضاً بعنوان «أكواب حول العالم»، في مجمع الراية، بالتعاون مع غاليري ومقهى بونا، وشارك فيه عدد كبير من الخزافين من مختلف دول العالم.

وبهذه المناسبة، قال المنسق العام للمعرض الخزاف العوض: «صناعة الأكواب الخزفية فن قائم بذاته، له معايير جمالية وفنية وثقافية، ولهذا الفن حضور بارز ومميز لدى محبيه. فن الأكواب الخزفية يتصف بالنعومة والدقة في التفاصيل، لذلك لنا مع القهوة علاقة حميمة، لأنها تُصنع لاحتوائها، فمن دونها لا نستمتع بالموسيقى ولا بالشتاء، ولا بعذوبة الصباح والمساء، فهي الحرية والدفء واللحظة المشرقة للكتاب، والعشق، والأصدقاء والذكريات، من هنا كانت علاقتي بالقهوة والمقهى الذي يحتضن الخزف ويستضيف الأكواب».

Ad

روح جميلة مبتسمة

«الجريدة» حاورت بعض المشاركين، ومنهم الخزاف يعقوب العتوم، الذي قال: «عندما يريد عاشق الخزف أخذ قسط من الراحة، فإنه يتجه نحو تشكيل الأكواب الخزفية، ليدللها بأصابعه، ويداعبها بحركاته، ويصبغها بروحه الجميلة المبتسمة، لأن خفة وزنها كصانعها المبدع. نعم هذا هو الخزاف الحقيقي الذي تميز بهذا التمرس المرهف في تشكيل الطين، والذي استطاع من خلاله التوغل في مسامات الشكل والثبات في التصميم والدقة في ضربات فرشاته، والرقة في إحساسه على السطح، لنجد بريق روحه على اللون متعة، والنعومة رقة، والسعادة جمالا».

وأضاف: «تتميز هذه الأكواب بجمالية سطوحها المفعمة بالحيوية والطاقة، إضافة إلى حجمها الصغير الذي يعمل باليد، هذا الدوران المستمر للشكل يعزز الروح للموضوع، وكذلك بساطة الشكل هي مبعث للهدوء والاطمئنان والصفاء والتفاؤل».

فكرة مبدعة

من جانبه، قال الفنان فواز الدويش، الذي يشارك بكوبين من الخزف بطبقة رقيقة من مادة زجاجية تسمى «الجليز» باستخدام تقنية تنوع الحريق، إن «فكرة المعرض جميلة، ولأول مرة تقام لجمع فناني الخزف من مختلف دول العالم في مكان واحد، وأتقدَّم بشكري وتقديري للخزاف علي العوض على مجهوده الرائع. نحن كفنانين نكتسب خبرات كبيرة بمعرفة الأساليب المتعددة بهذا المجال الفني الواسع، فكل فنان وضع أفكاره ورؤيته الفنية في العمل الذي شارك به، باختلاف الطينات وأنواع وأحجام الأكواب».

الأصالة والعروبة

بدورها، ذكرت الفنانة أمل الجفيرة: «بكل التقدير قُمت بتلبية دعوة الفنان علي العوض، لما طرحه من فكرة مبدعة، وهي معرض بعنوان (أكواب حول العالم)، الذي أثار في داخلي حب الاشتراك، لما له من تحد كبير ومشاركة ممتعة مع كل الخزافين، ليس فقط بالكويت وحسب، لكن بكل أرجاء العالم، وهذا شيء كبير جداً، ليس على المستوى الشخصي، بل لدولتي الكويت، لنثبت للعالم أن الكويت دائما مبدعة ورائدة وعندها أبناء يحملون مواهب وقدرات مذهلة ومبدعة، ليس في مجال المال والأعمال، إنما أيضا في الفنون التشكيلية، وخاصة الخزف، المتمثل في القطع التي عُرضت».

وعن مشاركتها قالت الجفيرة: «قمت بعمل كوبين؛ واحد بلمسات زخرفية إسلامية طعَّمتها بمسكة يد عبارة عن سجادة بزخارف السدو، لتعميق روح الأصالة والعروبة. أما العمل الثاني، فكان عبارة عن تعبيري وإحساسي بنفسي، ورمزت إلى ذلك بالكوب الذي ربطته بشريحة ترمز إلى أمواج البحر، فهي أحيانا تكون هادئة، وأحيانا عاصفة، وطعَّمته بشكل قلب مفتوح يرحب بكل شخص لديه مشكلة أو يحتاج للوقوف معه، فأنا أعتبر المرشد له، والمساعد للوصول إلى ما يطمح له من هدف، وهذا دوري، لأنني في أكثر من مكان بمجال الفن، فأنا رئيسة قسم تربية فنية، ومدرب معتمد في التنمية البشرية، وعضو لجنة الفنون التشكيلية بنقابة الفنانين والإعلاميين، وعضو في بيت الخزف، ومشرفة فريق لآلئ كويتية».

ألوان بسيطة

أما الفنانة دلال ملك، فعبَّرت عن سعادتها بالمشاركة، وتلك المبادرة التي جمعت العديد من الفنانين تحت سقف واحد، وقالت إنها شاركت بعملين، عبارة عن كوبين مختلفين لنوعين من القهوة، لافتة إلى أن الأعمال مستوحاة من الخيال، واستخدمت ألوانا بسيطة، واعتمدت على الملمس والغائر والبارز.

يذكر أن المعرض شارك فيه عدد كبير من الخزافين من الكويت وخارجها منهم الفنان علي العوض، وفواز الدويش، ويعقوب العتوم، ومهند سلمان، وأمل الجفيرة، ودلال ملك، ومانيك شاندرا داس، ونورة العلي، وأنا بتلر، وشما الهاجري، وغيرهم.

فضة المعيلي