أول العمود: لماذا لا تُعتمد ثقافة "الديوانية" من خلال الملحقيات الثقافية في سفارات الكويت في الخارج للتواصل مع الشعوب خصوصا مع سعينا إلى تسجيل هذا التراث اللامادي في اليونسكو.

***

Ad

حجم التغيير الاجتماعي الذي نحياه منذ عقود من الزمن يتطلب التفاتة مختلفة تماماً عما يحدث اليوم في مجتمعنا الذي يتقاسمه معنا غير الكويتيين (٣ ملايين و١٥٤ ألف نسمة) متضمناً عشرات الجنسيات المختلفة والديانات المتنوعة، مع مواطنين بعدد (مليون و٤٧٣ ألف نسمة).

اليوم تنتشر المخدرات بشكل لافت خصوصاً بين الشباب، وموجة الانتحار التي استجدت كأعداد متزايدة، وإحصاءات حالات الطلاق، ورعونة القيادة في الشارع، والعنف الجسدي واللفظي الذي تعدى الشوارع والأماكن العامة ليصل إلى انتخابات طلبة في الجامعة! وشكل ونمط الحوارات العامة وخصوصاً السياسية منها التي تعاني انحداراً في المستوى يملأه التخوين وقلة الاحترام، وغير ذلك. ربما يقال إن كل ما سبق موجود في بلدان أخرى وبزيادة وتنوع مخيف آخر، ونقول نعم هذا صحيح، لكن ما تجارب غيرنا في التفاعل مع مشاكلهم؟ وما قصص النجاح التي حققوها في مواجهتهم لقضاياهم الاجتماعية؟ هنا الفرق الذي نبحث عنه.

من الواضح أن خطط عمل مؤسسات الرعاية الاجتماعية والطبية، وأجهزة الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني لم تعد تستوعب حجم التغيير الاجتماعي ولا طبيعة المشاكل المستجدة، وبالتالي الشكل الجديد للمواجهة! وملايين الدنانير التي تذهب لميزانيات تلك الجهات لا تعدو أن تكون مخصصة لعلاج المشاكل لا اتقاء حدوثها، وهذا يعني فقراً كبيراً في مسألة التوعية وتنمية السلوك الذي يجب أن يكون داخل الأسرة والمدرسة.

بالطبع فإن الشكوى من التعيينات القيادية البائسة في بعض مؤسسات الدولة يشكل جزءاً من المشكلة على اعتبار عدم قدرة هؤلاء القياديين على استيعاب ما يحدث اجتماعياً، وتركيزهم على غنيمة المنصب، وضعف قدراتهم الإبداعية على إحداث التغيير المطلوب.

كل ما نتحدث عنه هنا يؤثر في 70٪ من السكان الذين هم الشباب من الجنسين!!

● مظفّر عبدالله