● حدثنا عن الأجواء التي نشأت فيها بالجزائر، وإلى أي مدى كانت سبباً في اتجاهك إلى عالم الكتابة؟

Ad

- كانت نشأة عادية تماماً، ضمن تفاصيل أقل ما يقال عنها واقعية بشدة، حيث إننا نعاني كلنا من دون استثناء ضيقاً وضغطاً في مرحلة من مراحلنا العمرية، كلنا نُقذف إلى أحضان الأسى والحزن، وكلنا يبحث ويلجأ إلى مخرج ينقذ به ما تبقى منه، وبالنسبة إليّ فقد كان متنفسي قلمي وحروفي فقط، وأنا متشبث بهما إلى أقصى حد، فلم أجد الراحة إلا في تلك الحروف، على عكس من اختار منفذاً مغايراً.

● مَن الكتّاب الذين تأثرت بهم وتعتبرهم قدوة لك في مسيرتك الإبداعية؟

- قرأت للكثير من الكتّاب، سواء من العرب أو الأجانب، لكنّي مغرم بفخامة أدهم الشرقاوي، ذلك الكاتب الذي ألهم نفسي وزادها شغفاً للغوص في عالم الكتابة، حيث إن كتاباته مميزة جداً، وهو قدوتي في الكتابة.

جيل الشباب

● "أنامل عشريني"، أحدث أصداء جيدة بعد صدوره أخيراً، ماذا تتناول فيه من قضايا تخص جيل الشباب؟

- في أَرقامنا العُمرية نتَزين بفُصول... كلُّ فصلٍ يمحي أو يضيف قطعة نبني بها أرواحنا التائهة... قد نخطئ أحياناً وقد نصيب، لكن ما يلهم ويلَملم مرحَلة ما قبل النضوج... مرحلة تمزّق الأَرواح مهما كانت الحياة قطنية... مرحلة معرفة من نحن وكيف نحن وكيف سنصبح بعد حين: المراهقة.

وقد تضمن كتابي 13 فصلاً: "الحب، الصداقة، باب الكلام، الأسى والكآبة، الرجولة، العفة، العزلة، السكينة، الجمال، الفقر، الانتحار، لا عنوان"، وهو كتابٌ إرشاديٌ قليلاً، يخص جيل الشباب بصفة خاصة، فكل شطر من هذا الكتاب يحتوي فصلا وموضوعاً تطرَّق له المراهق في أحد مقتطفات حياته، كأنه عاش داخل كل عنوان من عناوين كتابي، وإن لم يعش ذلك فإن كلماتي تحضره للتأقلم معه مستقبلاً، كما أنه موجه إلى كل أطياف المجتمع بصفة عامة.

● لك إصدارات أخرى إلكترونية من بينها "أنامل ذاتي"، ما الفارق بينه وبين كتابك الأخير "أنامل عشريني"؟

- "أنامل ذاتي"، كما ذكرت، نسخة إلكترونية فقط، وكما هو مذكور في العنوان قد تحدثت عن "الذاتية"، أي عن نفسي وتفاصيلها من تفكير وتكوين وتعايُشٍ وغيرها. أما كتاب "أنامل عشريني" فقد تناولت فيه موضوع المراهقة بكل جوانبها، وأخذت فيه المراهق من بحر التفكير الجانبي إلى التفكير الأساسي.

* يكتب مبدعو الغرب لمرحلة الشباب، بينما نفتقد ذلك في الأدب العربي الموجّه إما للكبار أو الأطفال فقط، برأيك ما أهمية الكتابة لشريحة المراهقين؟

- المراهقة هي أشد المراحل حساسيّة وهشاشة، لا يستطيع أن يتناولها ويكتب عنها سوى مراهق أو من يعيش ضمن هذه المرحلة، يتعرض فيها الشخص لمختلف المشكلات الجسدية أو النفسية، فالكتابة لهذه الفئة يمكن أن تكون كدفعة تحفيزية صغيرة أو ومضة إلهام، بل شعلة اطمئنان بأن كل شيء سيكون أحسن وعلى ما يرام.

جعبة عامرة

● ماذا في جعبتك الإبداعية من كتب جديدة تعمل على الانتهاء منها في الفترة المقبلة؟

- ستبقى جعبتي الإبداعية والأدبية الآن وغداً عامرة بكل جديد، فهناك دائماً مشروعات جديدة، كتب، مسابقات، كما أنني بصدد تسيير نادٍ افتراضي للكتابة، والإشراف على دورات ميدانية للكُتّاب، والتحضير لكتابي التالي، الذي لن أذكر تفاصيله، لكنني أؤكد للقراء أنه سيصل القلب قبل العين.

* هل من كلمة أخيرة توجهها إلى أبناء جيلك؟

- أقول لكل شاب: سنك هو سن بناء وتشييد، اصنع نفسك، ابنِ صرحاً عظيماً لنفسك... لا تتوقف، فأنت تستحق.

أحمد الجمَّال