ما إن وطئت قدما النائب السابق مسلم البراك أرض الوطن، حتى خرجت علينا تغريدات بعضها منظم والآخر عفوي، تذكرنا بقيام مسلم بالدفاع عن المدير العام الأسبق للتأمينات الاجتماعية فهد الرجعان، والذي أدين منذ سنوات بسرقات واختلاسات أموال التأمينات.

كلامهم صحيح، وأزيد أن هذه الزاوية الصغيرة كانت من أشد منتقدي "بوحمود" في الفترة من ٢٠٠٢ إلى ٢٠١٢، ويمكن الرجوع إلى أرشيف (القبس) للتأكد من ذلك، لكن الأحوال تتبدل والظروف تتغير، وهنا مطلوب منا كمواطنين أن نعيد التفكير في أشياء كثيرة، لعل أولها أننا في السابق كنا نملك ترف الوقت أما الآن فلا.

Ad

يا سادة مستويات الفساد في هذا البلد وصلت إلى الذروة، والبلد إلى تراجع خطير، والاستمرار في نبش الأخبار القديمة لن ينفع أحداً، لأن حروب الأرشيف لن تنتهي، وفي الوقت الذي نتلهى فيه بالتذكير بمواقفنا السابقة يتطلع جيراننا إلى الأمام، ولا داعي للتذكير بـ: أين وصلوا وتقدموا هم؟ وأين تخلفنا نحن؟

الأخ مسلم دفع الفاتورة الأكبر في البلد، فقد سجن، ونفي خمس سنوات ونصف، في حين تمتع بعض سراق المال بأموالهم الحرام داخل الكويت وخارجها.

المطلوب الآن جبهة معارضة واسعة تشمل مسلم البراك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تنشأ من خلالها لجان لإعادة الأمور إلى نصابها تشمل وضع تصورات للتعليم والصحة والاقتصاد ولإصدار تشريعات مهمة كإنشاء محكمة أموال عامة وفتح ملفات شراء الطائرات وأشياء كثيرة، وبعض الإخوة النواب في المجلس الحالي مطالبون بتبني هذه القضايا.

أكرر نحن بشر ولدينا أخطاء، ولدينا أشياء كثيرة، ونملك مقدرات لإصلاح الأمور، ما لا نملكه هو ترف الوقت، إلا إذا كنتم ترون أن نقل إطارات من مكان إلى مكان آخر يستحق إقامة حفل، وأن الأمور ماشية، والفريزر متروس زبيدي، وفكونا من قرقتكم، فهذا شيء آخر.

حرب الأرشيف لن تنفع أحد!

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

● قيس الأسطى