بداية لا بد من إزجاء الشكر والعرفان لصاحب السمو أمير السماحة، الذي بعفوه كَبُرت الكويت، وبحكمته ستستقر وتنهض. ونبارك لكل من شملتهم تلك المكرمة الأبوية السامية ونهنئ من عاد منهم بسلامة الرجوع إلى وطن النهار.

كان عنوان أول مقالة لي بـ "الجريدة" بعد انقطاع ثلاث سنوات عن الكتابة "فرجت"، وفي حينها كانت الأجواء السائدة تختص بالحوار الوطني تمهيداً للعفو عن محكومي الرأي بالداخل والخارج، أما اليوم فنحن في مرحلة إنجاز الإرادة الأميرية السامية بالعفو عن عدد من أبنائه وعودة الغائبين منهم إلى حضن الوطن، ومرحلة استقرار الساحة السياسية تمهيداً لانطلاق جهود التنمية المعطلة لأسباب عديدة وأكثرها مضاءً هو حالات الاحتقان بين السلطتين ولعبة عض الأصابع بينهما، هذه اللعبة التي تحولت إلى لعبة الكراسي والهياج الانفعالي داخل قبة عبدالله السالم واللجوء إلى ممارسات ما أنزل بها الله من سلطان وتحركات شد وجذب، قسمت البرلمان والمجتمع إلى فسطاطين متنافرين، وسببت انسداداً خطيراً في المسار التنموي للبلاد وبالأداء النيابي المتوازن.

Ad

وفي غمرة أفراح البلاد بتلك المبادرة السامية ونفاذها بكل ما تحمله من شغف نحو حاضر مطمئن ومستقبل آمن، خرجت ولا تزال أصوات هنا وهناك منددة بأشخاص ومتوعدة بآخرين ممن لعبوا أدوارهم التاريخية في أحداث الحوار والعفو، سواء كانوا رئيسَي السلطتين التشريعية والتنفيذية أو بعض النواب والمستشارين، والذين من الأجدر شكرهم وتثمين أدوارهم بدلاً من جلدهم وقذفهم بأقذع النعوت بعد أن تصدوا وبنجاح كبير لملف من أهم ملفات الواقع السياسي المعاصر وكتابة فصل هام من فصوله.

قطار العفو يمضي في طريقه نحو تحقيق أهدافه، وهو مسار يملكه الشعب الكويتي الذي ساءته سلسلة التراجعات والانتكاسات التنموية التي جعلت الكويت تحتل المراتب الأخيرة إقليمياً بل عالمياً، سواء تنموياً أو في مدركات الفساد.

نقول إن محاولات عرقلة نتائج العفو هي عبث لن يعود على مرتكبيه إلا بالخيبة والفشل، لأن الكويت بالعهد الجديد تواقة للنهوض لا للمزيد من التقهقر.

● يوسف الجاسم