عقب اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، في قصر السيف صباح أمس، قال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الشيخ د. أحمد الناصر، برئاسة الخالد، إن المجلس عبّر عن بالغ تقديره واعتزازه بالرؤية والحكمة المعهودة لسمو أمير البلاد على مبادرته السامية وتفضله الكريم بالعفو عن بعض أبناء الكويت ممن صدرت عليهم أحكام قضائية، بعد أن رُفِع لسموه التقرير الأول من اللجنة المكلفة من رئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء لوضع ضوابط وشروط العفو، ونزولاً لرغبة نحو 40 عضواً من الإخوة أعضاء مجلس الأمة من خلال مناشدتهم صاحب السمو بالتفضل بالعفو واستجابة منهم لرغبة سموه بحلّ جميع المشاكل العالقة وتحقيق الاستقرار السياسي والتعاون بين كل الأطراف لفتح صفحة جديدة.

وأضاف الناصر، في تصريح، كما جدد المجلس شكره وتقديره لأعضاء لجنة وضع ضوابط وشروط العفو، وكذلك الإخوة أعضاء مجلس الأمة الذين رفعوا لمقام سمو الأمير التماساً بطلب العفو.

Ad

الأغلبية النيابية

وتابع: وإذ يؤكد مجلس الوزراء أن الحوار والنهج الذي انتهجه غالبية الإخوة أعضاء مجلس الأمة من خلال تقديم الحوار على الجدال والتفاهم على الخلاف هو السبيل الأمثل والطريق الأقوم في العمل السياسي الذي يحقق الإنجازات والتنمية وتطلعات أبناء الكويت الأوفياء.

وقال الناصر: أحاط ممثل سمو الأمير، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صاح الخالد، المجلس علماً بنتائج أعمال قمة COP 26 للدول قادة العالم لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ، والذي عقد في مدينة غلاسكو باسكتلندا بالمملكة المتحدة أخيراً، وعلى أبرز المواضيع التي طرحت والتي تهدف إلى ظاهرة تغيّر المناخ وأثره السلبي على كوكب الأرض، وقد أكد سموه في كلمته بالمؤتمر أن دولة الكويت أعلنت سعيها لتبني استراتيجية وطنية لخفض انبعاثات الكربون حتى عام 2050، امتثالاً لبنود اتفاق باريس للمناخ حتى عام 2035، والعمل على الحد منها، وسنّ التشريعات ذات العلاقة، وذلك تماشياً مع الالتزامات البيئية المحلية والإقليمية والدولية.

وتابع: «ثم أحاط وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء المجلس علما بنتائج الزيارة التي قام بها إلى طرابلس للمشاركة في رئاسة مؤتمر دعم استقرار ليبيا بصفته رئيس الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كما أحاط المجلس علما بفحوى اللقاءات والمحادثات التي عقدها على هامش الزيارة مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس وزراء ليبيا عبدالحميد الدبيبة، والتي تناولت مجمل أواصر علاقات الأخوة المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وبحث كل القضايا والتحديات التي تشهدها المنطقة وآخر التطورات السياسية على الساحتين العربية والدولية».

وقال الناصر: «كما احيط مجلس الوزراء بنتائج الزيارة لتونس مؤخرا، وفحوى اللقاء مع رئيس جمهورية تونس قيس سعيد، والذي تناول العلاقات الأخوية المتينة والوطيدة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما الشقيقين».

ثم أحاط وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح مجلس الوزراء بآخر مستجدات الوضع الوبائي في الكويت جراء جائحة كورونا، والذي مازال يشهد من واقع الإحصاءات، ولله الحمد، استمرار معدل الانخفاض الواضح في أعداد الإصابات، ومن يتلقى العلاج في أجنحة كوفيد والعناية المركزة، كما جدد مجلس الوزراء دعوته للمواطنين والمقيمين لتلقي الجرعة الثالثة التنشيطية بشرط مرور 6 أشهر على الأقل منذ الحصول على الجرعة الثانية، مؤكداً أهمية المسارعة في تلقي هذه الجرعة لتنشيط المناعة، ولتوفير حماية أفضل من خطر الإصابة بالعدوى، وحفاظا على المناعة المجتمعية واستقرار الوضع الصحي في البلاد.

تصريح الغانم

وعلى الصعيد النيابي، أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن شكره لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد على دعوته المباركة للحوار الوطني، ودعمه له وللمصالحة الوطنية، مضيفاً أنها صفحة طويت للبدء في مرحلة جديدة طال انتظارها.

وقال الغانم في تصريح بمجلس الأمة أمس: صدر قبل قليل المرسومان الأميريان القاضيان بمنح العفو عن بعض أبناء الكويت المحكومين في قضايا سابقة، مضيفا: يجب علي أن أتوجه أولا بالحمد والثناء للمولى عز وجل على التوفيق والسداد، والشكر بعد الله والفضل بعده لسمو أمير البلاد على روحه المتسامية ونهجه المتسامح عبر دعوته المباركة للحوار الوطني ودعمه له وللمصالحة الوطنية التي تحققت.

وتابع: أشكر سمو أمير البلاد على ثقته الغالية بتكليفي والأخوين رئيسي السلطتين التنفيذية والقضائية برفع التقارير المتعلقة بهذا الموضوع، ورفعنا التقرير الأول، وإن شاء الله ستكون هناك تقارير أخرى.

وقال الغانم: لا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد على مباركته ودعمه لكل الخطوات التي من شأنها تحقيق الاستقرار السياسي للبلاد، معربا عن شكره أيضاً إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد ورئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار أحمد العجيل، ولأعضاء لجنة الحوار الوطني.

وأضاف: شكر خاص لمن لهم دور كبير في تحقيق ما تم تحقيقه وهم الإخوة الأفاضل الأربعون نائباً تقريبا الذين وقعوا هذا البيان، وناشدوا حضرة صاحب السمو وخاطبوه باللغة التي يجب أن يخاطب بها، ونتج عنها هذه الاستجابة الأميرية السامية.

وتابع: لم يكن لهذه الاستجابة أن تتحقق لولا ما قام به هؤلاء النواب الأربعون في بيانهم المرسل والتماسهم والذي أجاب الديوان الأميري في بيانه وأشار إلى هذا البيان.

مرحلة جديدة

وسأل الغانم «الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه صفحة جديدة ومرحلة جديدة؛ لأن العفو ليس هو غاية المجتمع، إنما تحقيق طموحات البلاد والعباد وأبناء الوطن وحل مشاكلهم والالتفات إلى القضايا المهمة العالقة التي تأخرنا في تحقيقها وتحقيق أي إنجاز مذكور فيها هي أهم بكثير».

واختتم الغانم قائلا: نسأل المولى عز وجل أن نكون طوينا صفحة كان يجب أن تطوى للبدء في مرحلة جديدة طال انتظارها هي مرحلة إنجاز وبناء بإذن الله تعالى.

وبدوره، قال النائب د. عبيد الوسمي: صدر العفو الكريم، واستقالت الحكومة، وسقط طلب تأجيل الاستجوابات، لا تحصين لا تنازلات لا ضرائب، مضيفا: المنطقي والواجب ان تبتسم، وكل يوم والكويت تبتسم، وتحياتي لجميع المبتسمين.

من جانبه، قال النائب الصيفي الصيفي: «نتقدم بالشكر لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد على إصدار عفو عن المتهمين في قضية دخول المجلس، ونتمنى كذلك ان يصدر عفو عن جميع المحكومين بقضايا الرأي، لنطوي صفحة الملاحقات والأحكام بسبب قضايا الرأي وقضايا الاعتراض السياسي».

مرسوم العفو

أما النائب د. عبدالله الطريجي، فقال: بعد صدور مرسوم العفو، نتقدم بالشكر الجزيل إلى سمو الأمير وإلى سمو ولي العهد، حفظهما الله، وكلمة حق يجب أن تقال: نجوم مرحلة إجراءات العفو الإخوة الكرام، رئيس مجلس الأمة، وسمو رئيس مجلس الوزراء، والنائب د. عبيد الوسمي، فقد تحمّلوا الكثير وتساموا على الكثير، وكانوا فرسان نبلاء.

بدوره، قال النائب أحمد الحمد إن «المكرمة الأميرية السامية بالعفو هي مكرمة الأب لأبنائه، وتعكس حبه وحرصه عليهم، هكذا هي الكويت التي تسمو بالتسامح، وهذه هي العلاقة المميزة بين الحاكم والمحكوم، وقد كنا واثقين منذ البداية ومتفائلين بأننا سنطوي صفحة عابسة، ونبدأ أخرى مشرقة بإذن الله».

وأعرب النائب د. أحمد مطيع عن شكره الجزيل لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، لتفضله بالعفو عن أبنائه المحكومين في بعض القضايا.

وقال مطيع، في تصريح أمس، «أشكر صاحب السمو على كرمه وإكرامه لأبنائه وتفضله بالعفو الكريم الذي حدث أمس»، مؤكدا أن هذا الأمر غير مستغرب من صاحب السمو صاحب القلب الكبير ووالد الجميع.

من جانب آخر، حمّل مطيع رئيس الوزراء مسؤولية القرارات التي أصدرها وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح، التي صدرت بعد منتصف الليل، وقبل استجوابه بيوم واحد فقط بما يشبه سياسة الأرض المحروقة، وكما نقول بالعامية «لا صرت مغرِّب... خرِّب».

لا جلسة لمجلس الأمة اليوم

قال الرئيس الغانم: تم إبلاغي من قبل أخي سمو رئيس مجلس الوزراء بأن الحكومة تقدمت باستقالتها، وهذه الاستقالة تحت نظر حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وبالتالي جلسة الغد (اليوم) لن تعقد؛ لأنني سأحضر وأرفعها بسبب استقالة الحكومة.

فهد تركي وعلي الصنيدح