استضافت روسيا محادثات متعددة الجوانب حول أفغانستان يوم الأربعاء 20 أكتوبر، وكانت هذه المحادثات لافتة لأنها شملت حكام أفغانستان المنتمين إلى حركة "طالبان"، ودُعِيت إليها أيضاً دول مجاورة مثل باكستان والصين، وفي المقابل، لم تتلقَ "طالبان" دعوة للمشاركة في محادثات مجموعة العشرين حول أفغانستان منذ أسبوعين.

حضر وفد كبير من "طالبان" إلى موسكو، وهي أول قمة تضم الحركة منذ سيطرتها على أفغانستان في شهر أغسطس الماضي لأن الحكومات لم تعترف بها بعد كحاكمة شرعية للبلد.

Ad

ركّزت المحادثات على إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني الذي أصبح منهاراً في الوقت الراهن، وتم تعليق معظم المساعدات الخارجية التي كان البلد يتكل عليها بعد عودة "طالبان"، كذلك، توقفت عمليات التجارة وتجمّد النظام المالي المحلي منذ وصول السلطات الجديدة إلى الحُكم، ولا يحصل 95% من الأفغان على كميات كافية من الغذاء، وفق معطيات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حتى أن الأهالي عمدوا أحياناً إلى بيع أولادهم لتسديد ديونهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه.

كان الإرهاب أيضاً جزءاً من مواضيع النقاش: تريد روسيا أن تدفع "طالبان" إلى احتواء تنظيم "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان" الذي يعارض السلطات الجديدة، وكان مسؤولاً عن عدد من الاعتداءات الأخيرة، بما في ذلك الهجوم في مطار كابول في آخر أيام الإجلاء الغربي حيث قُتِل نحو 170 شخصاً.

من ناحية معينة، تهتم روسيا بأفغانستان لأنها تتقاسم حدوداً واسعة وغير خاضعة للحراسة مع طاجيكستان، وهي دولة سوفياتية سابقة تملك فيها روسيا حتى الآن قاعدة عسكرية، وتُعتبر حكومة طاجيكستان اليوم من أشرس خصوم "طالبان".

استضاف حاكم طاجيكستان، إمام علي رحمن، قادة "مقاومة بنجشير" التي تشمل مجموعة مسلحين ينتشرون في وادي بنجشير، آخر منطقة أفغانية وقعت بيد "طالبان"، وكان رحمن في السلطة أيضاً خلال عهد "طالبان" السابق في أواخر التسعينيات في أفغانستان، وهو يشعر بالقلق من ارتباط الحركة بتجارة المخدرات، واحتمال تصدير التطرف الإسلامي إلى آسيا الوسطى، ونشوء أزمة لاجئين جديدة قد تزعزع استقرار بلده.

تعني مشاركة "طالبان" في قمة موسكو، بعد غيابها عن محادثات مجموعة العشرين، أن الأهداف السياسية التي يحملها هذا المؤتمر قد تُحقق نتائج معينة، وقد تكون تصرفات "طالبان" التي تتوق إلى اكتساب شرعية دولية مؤشراً على فرصة حصولها على اعتراف دبلوماسي من دول مثل روسيا مستقبلاً.

● نيو ساينتيست - إيدو فوك