نحتفل غداً بالذكرى الـ 98 لتأسيس جمهورية تركيا.

أودّ أن أشكر أصدقاءنا في الكويت الذين لم يتركونا في هذه المناسبة الوطنية العزيزة وحدنا، بل شاركونا فرحتنا برسائل التهنئة.

Ad

نحن فخورون جدا، تركيا منذ نشأتها - أي منذ ما يقارب قرن من الزمان - اكتسبت مكانة كبيرة في منطقتها وفي العالم، ببنيتها الديموقراطية واستقلالها الاقتصادي والسياسي.

لقد حققنا تقدماً كبيراً خاصة في السنوات الـ 19 الأخيرة في الجوانب الحيوية كافة من التعليم إلى الصحة، ومن الأمن إلى العدالة، ومن النقل إلى الطاقة، وصولاً إلى تحقيق نقلة نوعية على مستوى الفرد والدولة. وبهذه الإنجازات، أنشأنا البنية التحتية الأساسية لرؤيتنا 2053 و2071 و"أهداف 2023" التي أعلنّا عنها في إشارة إلى الذكرى المئوية لجمهوريتنا.

على مدار العامين الماضيين، ظل العالم يتصارع مع المشاكل العميقة والمدمرة والتحويلية الناجمة عن وباء كورونا. ولكن تركيا بقيت كواحدة من الدول القليلة التي نجحت في المحافظة على قوتها، بل ازدادت قوة في هذه الفترة الصعبة.

قبل كل شيء، لقد أظهر وباء "كورونا" مدى أهمية الرعاية الصحية الجيدة وسهولة الوصول إليها، حيث تقوم المستشفيات التي قمنا بتنفيذها بشراكة بين القطاعين العام والخاص، بتقديم خدماتها لكل مواطنينا، وأيضا لضيوفنا القادمين من الخارج. وأنا على يقين بأن أصدقاءنا الكويتيين سيستفيدون أيضًا من الخدمات الصحية العالية الجودة التي تقدّمها تركيا.

في عام 2020، الذي يمكن أن نطلق عليه ذروة الوباء، أصبحنا ثاني دولة ذات أعلى معدل نمو بنسبة 1.8 بالمئة. وأكدنا أن ذلك لم يكن بمحض المصادفة، حيث بلغت معدلات النمو 7.2 بالمئة في الربع الأول من عام 2021 و21.7 بالمئة في الربع الثاني. نتوقع أن نستكمل عام 2021 بنمو يصل إلى 9 بالمئة.

تركيا هي واحدة من الدول القليلة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي زادت من فرص العمل لديها مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

وبينما انخفضت الاستثمارات على المستوى العالمي بنسبة 35 بالمئة خلال فترة الوباء، يمكننا القول إنه لم يتم تسجيل تباطؤ يُذكر في تركيا. نتطلع إلى زيادة حجم الاستثمارات الدولية في بلادنا إلى مستوى أعلى. لذا، نسعى لتعديلات في نظام حوافز الاستثمار لجعلها أكثر جاذبية.

أصبحنا من بين أكثر 3 دول نجاحاً في العالم بتقنيات الطائرات المسيّرة (UAV). وسنجعل أسطولنا من هذه الطائرات الأول على مستوى العالم من خلال تزويدها بالنظم القتالية.

نحن من بين 10 دول في العالم التي يمكنها تصميم وبناء وصيانة السفن الحربية الخاصة بها. وفيما يخص المركبات البرية والبحرية، فإننا نلبي احتياجات الدول الصديقة والحليفة، إضافة إلى تلبية احتياجاتنا. وفي الوقت الحالي تحتل 7 شركات مكانها في قائمة أفضل 100 شركة صناعات دفاعية في العالم.

في العام المقبل، نخطط لتشغيل أول غواصة من الفئة التي نمتلكها. أما في مجال صناعة السيارات فإننا نهدف إلى إطلاق تصاميمنا الخاص بسياراتنا الكهربائية، بحلول نهاية عام 2022.

في العام الماضي، ونتيجة للمسح الزلزالي والدراسات التي قمنا بها بواسطة سفن الحفر العميقة، تم اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود. وقد كتبت تركيا قصة نجاحها ليس في أنشطة الاستكشاف والحفر والتنقيب فحسب، إنما في الاستخدام الواسع النطاق للغاز الطبيعي وتوصيله إلى المنازل.

وفي النتيجة، عند مقارنتها بالماضي، فإننا نرى أن تركيا تمكنت من مضاعفة دخلها القومي 3 أضعاف، وتقدمت إلى المرتبة 11 في العالم من حيث تكافؤ القوة الشرائية، وحطمت الأرقام القياسية في الاستثمار والإنتاج والصادرات والتوظيف والنمو.

وعلى الرغم من التحديات المتعددة الأبعاد التي مررنا بها في الفترة الماضية، فإن المسافة التي قطعتها بلادنا في مجال الديموقراطية والتنمية تعد إنجازات واعدة لمستقبلنا.

يعيش العالم تحولات جديدة وجذرية، ولدينا مزايا كبيرة تخوّلنا اللحاق بهذه الثورة الجديدة، والتي تشمل العديد من العناصر المعقّدة من تغيّر المناخ إلى الذكاء الاصطناعي. لن تفوت تركيا هذا التغيير الجديد في النظام العالمي، وستصل إلى المستويات التي تهدف إليها على جميع الصعد.

وفي هذا السياق، أتمنى من أعماق قلبي الاستمرار في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية والتعاون بين تركيا والكويت في المجالات كافة.

وأنتهز هذه المناسبة، لأتمنى لأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، دوام الصحة والعافية والعمر المديد، ودوام التقدم والازدهار لدولة الكويت حكومة وشعبا.

* سفيرة تركيا لدى دولة الكويت

عايشة هلال سايان كويتاك