في وقت تتصاعد الأزمة السياسية بوتيرة سريعة بين طرفي ائتلاف السلطة الحاكم، المدني والعسكري، في الخرطوم، هدد المجلس الأعلى لـ«نظارات البجا» شرقي السودان بـ«الانفصال» عن البلاد، إذا لم تنفذ الحكومة المركزية مطالبهم.

ومع استمرار عناصر «البجا» القبلية في إغلاق مرافق حيوية تشمل الميناء الرئيسي لصادرات وواردات البلاد، إلى جانب الطريق الرابط بين بورتسودان والعاصمة الخرطوم، منذ أكثر من شهر، ألقى الأمين العام لـ«إعلام قبائل البجا» عثمان كلوج، كلمة عبر «فيسبوك»، جاء فيها أنه «في حال عجزت الحكومة المركزية عن تنفيذ مطالبنا، فسندخل المربع الأخير، وهو الحكم الذاتي والانفصال».

Ad

ويمثل هذا التلويح أحدث حلقة تصعيدية من جانب «البجا»، التي تطالب بإلغاء جانب من اتفاق السلام المبرم بين الخرطوم وحركات متمردة بشأن شرق البلاد، بالإضافة إلى دعوتها لحل الحكومة المدنية وتشكيل أخرى عسكرية.

في غضون ذلك، تضاربت تصريحات واردة من الخرطوم بشأن اتفاق بين رئيسي مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك على حل مجلسي السيادة والوزراء، وسط تنامي احتجاجات مؤيدة لنقل السلطة للمكون المدني، وأخرى مطالبة بسلطة عسكرية كاملة.

ونفى مجلس الوزراء صحة الأنباء عن اتفاق بين البرهان وحمدوك، ووصفها وزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، بأنها «مجرد هراء» صادر من قوى منشقة عن «قوى الحرية والتغيير» .

من جانب آخر، دخل اعتصام محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، أمس، يومه الثامن على التوالي، والذي تنظمه مجموعة منشقة عن «قوى الحرية والتغيير»، للمطالبة بحلّ الحكومة، وتشكيل حكومة كفاءات بديلة.

وأمس الأول، هدّد فصيل أركو ميناوي التابع لحركة «تحرير السودان»، المشاركة في الاعتصام، باجتياح الخرطوم بقوة السلاح، لفرض أجندة حلّ السلطة الانتقالية وتوسيع المشاركة بها.