بدأت بوادر انفراج الأزمة الداخلية التي كان طرفاها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، واستبشر الناس خيراً فيما يجري من حوار لإنهاء الأزمة التي عصفت بالبلاد لما يقارب العام، والتي بدأت منذ إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمة في ديسمبر 2020، ويأمل الشعب الكويتي أن يرى ويسمع في الأيام القادمة النتائج الإيجابية، وأن تكون هذه الأزمة قد حلت وسارت الحياة السياسية إلى الأمام.

وفي هذا المقال أستعرض بعض ما كتبته خلال عام من رأي شخصي حول الأزمة وطريقة حلها، وأبدأ بمقال كتبته بتاريخ 13 ديسمبر 2020 في جريدة (الجريدة) بعنوان "الخيمة الكبيرة" وأقتطف منه الآتي: "يجب أن تطبق سياسة الخيمة الكبيرة التي سبق أن تحدثت عنها في مقالات سابقة والتي تقوم على عقد مؤتمر وطني يشمل جميع أطياف المجتمع الكويتي ويضم المتخصصين بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمة لرسم خريطة طريق لمستقبل أفضل يعتمد بالدرجة الأولى على الثروة البشرية".

Ad

وفي مقال آخر في شهر ديسمبر من السنة نفسها تحدثت عما حدث في افتتاح مجلس الأمة الجديد، والذي أطلقت عليه لقب (العاصفة) كتبت الآتي: "لا شك أن هذه العاصفة التي حدثت في مجلس الأمة ستكون لها تداعيات سلبية في المستقبل، وأخشى أن يكون هناك صدام بين المجلس والحكومة وبين الجماعات المتناحرة فيما بينها والصورة ستتضح في الجلسات القادمة".

وبدأ الصدام كما توقعت، ولم يعقد مجلس الأمة في فصل انعقاده الأول إلا جلستين، بعد ذلك تجمد عمل المجلس حتى نهاية دور الانعقاد، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية الكويتية.

وفي مقالي الذي نشر في 17 يناير 2021 بعنوان "من ينزع فتيل الأزمة؟"، ذكرت الآتي: "إن الوقت ثمين فعلينا المحافظة على المكاسب ونتقدم إلى الأمام، وإذا استمرت الأزمة بين السلطتين فلن يكون ذلك في مصلحة البلد، فالمجلس والحكومة يجب التعاون بينهما لما فيه مصلحة الكويت التي يجب أن تكون هي الأولى"، وفي تاريخ 21 مارس 2021، وتحت عنوان "العقل والركادة ضروريان" كتبت الآتي: "إن أي مشكلة تواجهنا يجب حلها باستخدام العقل الراجح، وعلينا ألا نتسرع في إصدار الأحكام على كل شيء حتى نتبين الحقيقة، فالركادة مطلوبة وضرورية لكي نتعاون جميعا للنهوض بكويتنا الحبيبة".

وفي شهر رمضان المبارك الماضي وبتاريخ 18 أبريل 2021 وتحت عنوان "ضحوا من أجل الكويت"، كتبت الآتي: "إذا رجعنا إلى سنوات بعيدة نجد أن أهل الكويت كانوا يحلون أي مشكلة بينهم بالحكمة والهدوء ومراعاة مصلحة الوطن والمواطنين، وضحوا بالكثير لمصلحة الكويت، فالتضحية كانت بأغلى شيء وهي الأرواح في سبيل الحفاظ على الكويت وترابها الغالي"، ولذلك دعوتُ إلى مؤتمر للمصالحة الوطنية لحل كل الخلافات الناشئة عن عدم التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفي مقالي المنشور بتاريخ 2٦ سبتمبر2021 ذكرت الآتي: "إن الخروج من هذه الأزمات والمشاكل يكمن في عقد مؤتمر وطني للمصالحة والنظر في كيفية حل هذه المشاكل سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تعليمية، ويجب أن يجمع هذا المؤتمر جميع شرائح المجتمع الكويتي".

أما عن الحوار الوطني ففي هذا الشهر (أكتوبر) فأشرت إلى الحوار الوطني بمقالين: الأول يحمل اسم "الحوار الوطني"، ذكرت فيه الآتي: "إن المصارحة والمكاشفة هي الحل الأمثل لحل مشكلة تحدث بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، فقد عانت الكويت خلال سنة الكثير من الأمور التي حدثت وعطلت صدور القوانين، وإن أي حل لأي مشكلة يتطلب الحكمة والهدوء والعقل في النقاش والنظر لمصلحة الكويت أولا"، أما المقال الآخر فكان بعنوان "الحوار الوطني مرة أخرى"، وأشرت فيه إلى الآتي: "أتمنى من كل قلبي كمواطن كويتي أن نحل كل المشاكل والأزمات بروح التعاون والمصارحة والمكاشفة، وأن نبتعد عن التهويل في الأمور وأن نتعاون بكل صدق وأمانة بما فيه الخير لبلدنا الذي أعطانا الكثير، ويجب علينا أن نرد له الجميل بمثله وأكثر، وأن نضع الكويت أمام أعيننا، فكفانا مضيعة للجهد والمال".

بعد ذكر لبعض ما جاء في مقالاتي السابقة حول حل مشاكلنا والتصالح فإنني أتمنى من كل قلبي حين ينشر هذا المقال، أن نكون قد سمعنا أخباراً طيبة عن نتائج الحوار الوطني والمصالحة الوطنية لتستمر عجلة الحياة إلى الأمام لما فيه مصلحة الكويت.

اللهم احفظ الكويت بلدنا الحبيب من كل سوء، وأبعد عنا المشاكل والأزمات، لنلحق بالدول الأخرى التي سبقتنا في التقدم، إنك سبحانك مجيب الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد أحمد المجرن الرومي