كشف مسؤولان أمنيان هنديان أمس أن السلطات نقلت آلاف العمال الوافدين في الشطر الهندي من إقليم كشمير، ذي الغالبية المسلمة والمتنازع عليه مع باكستان، إلى مناطق آمنة، في حين فر المئات من الوادي الواقع في جبال الهيمالايا بعد موجة من الاغتيالات.

ومنذ أوائل أكتوبر، سقط في كشمير 11 قتيلا من المدنيين، بينهم 7 من العمال الوافدين من الهندوس والسيخ في جرائم قتل يشتبه في أن مرتكبيها من المتمردين المسلمين الانفصاليين، رغم حملة أمنية واسعة في الإقليم هي الأوسع منذ أن ألغى رئيس الوزراء الهندي القومي المتشدد ناريندرا مودي الحكم شبه الذاتي في المنطقة عام 2019.

Ad

وقال مسؤول رفيع بالشرطة: «نقلنا آلاف العمال إلى مناطق آمنة، ونسهل عودتهم لبلداتهم»، مضيفا أن قوات الأمن عززت دورياتها في مناطق أخرى لمنع أي نشاط للمتشددين. وتسبب العنف في نزوح مئات الهندوس من كشمير، بما في ذلك بعض من عادوا إلى الوادي، بموجب برنامج للحكومة الاتحادية بعد نزوح جماعي من الإقليم في التسعينيات، وعددهم 4 آلاف. ومنذ سيطرة حركة طالبان على كابول، في منتصف أغسطس، تشهد كشمير تصعيدا في التوتر، مع تنفيذ المتمردين هجمات، وقيام قوات الأمن بعمليات ضد مخابئ المتمردين، وعمليات تسلل عبر خط وقف النار بين الهند وباكستان. وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» أن أحد الضحايا، ماخان لال بيندرو، وهو هندوسي، قضى حياته في إدارة صيدلية كبيرة في مدينة سريناغار ذات الأغلبية المسلمة في كشمير، مضيفة: «هذا الشهر، اقتحم مسلحون متجره في سوق مزدحم، وأطلقوا النار عليه 4 مرات من مسافة قريبة».

ومن بين القتلى مدرسان وبائع متجول، من الهندوس والسيخ، ما دفع عشرات العائلات، التي يعمل معظمها في وظائف حكومية، إلى مغادرة المنطقة المجاورة ذات الغالبية الهندوسية.

وكانت كشمير نقطة اشتعال بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة الهندية، وهي مقسومة بين الدولتين منذ استقلال البلدين عام 1947، ويطالب كلاهما بالسيطرة عليها بالكامل، وتسببت في اثنتين من الحروب الثلاث التي دارت بينهما.

وتخشى نيودلهي أن تؤدي سيطرة «طالبان» مجددا على أفغانستان المجاورة إلى تحفيز المتمردين في الشطر الهندي من كشمير. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، خلال قمة لمجموعة العشرين في روما، دعا مودي إلى جهود دولية لمنع أفغانستان من التحول من جديد إلى ملاذ «للتطرف والإرهاب». وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن مودي طرح مخاوف الهند على الرئيس الأميركي جو بايدن.